يدعو لدعم "المعوقين" في جميع المجالات

 
2010-11-30 19:15:30

نال الشيخ فهد سالم العلي الصباح لقب "أبو الداون" وهو لقب انساني جاء نظراً لما يقدمه للـ "الداون" ليضع البسمة والفرح على أوجه أبناء "الداون" فتفاعل معهم في انشطتهم ذلك ايماناً منه بضرورة مساعدة ذوي الحاجات الخاصة على  حقوقهم التربوية والترفهية، حيث تبرع من خلال وظيفته كرئيس للهيئة العامة للزراعة الثروة السمكية ومن خلال تبرع بادر فيه على المستوى الشخصي.

وفي مقابلة مع برنامج "نحن هنا"، والتي تناولت الحديث عن دعم قضية المعوقين، قال الشيخ فهد سالم العلي الصباح أن الجميع يشعر ما أشعر به بأن المعاق هو جزء من هذا القلب الكبير الذي هو دولة الكويت التي يرعاها حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو عهد الأمير وبرعاية وتوجيه من سمو رئيس مجلس الوزراء الذين لن يتوانوا عن تقديم كل الدعم للمعاقين.

وعن دور الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية من حيث تقديم المساعدة لهم تحدث عن ان التعاون بدأ ما بين الهيئة وذوي الحاجات الخاصة من خلال اجتماعات مع جهات مختصة في الدولة ووضعت الافكار في انشاء حديقة لابنائنا من ذوي الحاجات الخاصة وانا من المستوى الشخصي أؤمن أن على المعاق يجب دمجه في المجتمع أسوة بكل المواطنين، وبعد ان تم دراسات الخيارات وجدنا أنسب طريقة هي أن نقدم الخدمات للمعاقين في جميع حدائق الكويت التابعة لهيئة الزراعة، فتم تعديل مواصفات الحدائق لتتناسب مع المعاق وغير المعاق، لتكفل حمياتهم على سبيل المثل (أحزمة الامان والممرات ) والكثير من الامور التي لا تؤدي الى ضرر بالمعاق في حصول اي حادث، مؤكداً على ان الحدائق الجديدة سيوضع فيها مرافق عامة. 

الشيخ فهد سالم العلي الصباح قال أن الهيئة قامت بدورات خاصة زراعية للمعاقين وان هناك برنامج جديد سيكون في السنة الحالية في الموسم القادم بتعلق بدورات متخصصة للمعاقين في الشأن الزراعي، سواء في النباتية أو الحيوانية وهذا مهم جدا لإعطاء أبنائنا المعاقين الأسلوب والطريقة للإندماج في المجتمع بعد أن ينتهوا من تحصيلهم العملي. أما في ما يتعلق بالحدائق القائمة، فهناك أوامر صدرت وهناك مجموعة كبيرة من الحدائق التي فيها خدمات للمعاقين تمكنهم من الإستفادة من الحديقة، أسوة بأي مواطن في دولة الكويت. مؤكداً على ان الهيئة لا نتوانى في تعيين المعاقين حسب التخصصات التي نطلبها، بمعنى أنه عندما يكون هناك معاق والتخصص المطلوب من الهيئة بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية فنحن لا مشكلة لدينا في التعيين ولدينا مجموعة من الموظفين لديهم إعاقات مختلفة ونحن ملتزمون كذلك بما يتعلق بالإعفاء من العمل وتقليل فترات العمل وننظر للمعاقين نظرة واضحة إنسانية في هذا الخصوص.

وعن الاستثناءات التي تقددم للمعاقين بما يتعلق بطلب أراضي للاستزراع، أكد على أن لا إستثناءات لدنيا لأن فتح إستثناءات خارج عن صلاحيات الهيئة، إنما نتكلم عن مدى التعاون ما بين الهيئة وبين الجهات المعنية بالمعاقين. نحن أبدينا إستعدادنا في توفير أماكن للتجارب للمعاقين لأن يستخدموها ويقوموا بعمل الزراعة فيها والتطوير في هذه الأماكن وكل الأراضي طبعا في النهاية هي أراضي الدولة وترجع للدولة في أي وقت منها. 

الشيخ فهد سالم العلي اكد حرص الهئية على مشاركة المعاق في اي نشاط اجتماعي او زراعي وأن يكون المعاقين من أوائل الناس الذين يشاركون فيه، مشيراً الى ان ذلك فيه استفادة مطلقة ان كان للمعاق للمزيد من الاحتكاك مع المواطنين أو لاعطاء المعاق فرصة للترفيه حيث كنت الاحظ فرحتهم رغبتهم في المشاركة.

وفيما يتعلق بالدعم الذي يقدمه الشيخ فهد السالم لهذه الفئة وعن وضع حجر اساس لصالة المركز الكويتي لــ "الداون" قال أن هناك عدة تبرعات منها الوقتي الذي ينتهي في فترة أيام، وتبرع ينتهي في فترة أطول، وهناك أسلوب تبرع يستمر فترة طويلة يتسفيد منه أبناء هذا المركز ويستطيعون أن ينفقون من إيراد هذا التبرع في المجالات التي ترفع من مستواهم العلمي وترفع من مستواهم الإجتماعي وتعطي المجتمع الكويتي والعالمي النشرات الكافية والتعريف الكافي في الأعمال التي يقومون بها، فارتأينا أن يتم التبرع كتبرع طويل المدى من خلال إنشاء صالة متعددة الأغراض في مركز "الداون" وهذه الصالة ستتنهي في فترة قريبة إن شاء الله وعندما تنتهي سيكون هناك ريع لهذا المركز، ويستطيع القيمون على هذا المركز، من خلال هذا الريع أن ينفقوا على أبناء "الداون" في جميع المجالات سواء العملية أو الإجتماعية أو في المجال التعليمي بما يرفع مستواهم التعليمي ويكون رديفا للدعم الحكومي كمعاقين، ويستطيع المركز أن يستخدم هذه الصالة في أنشطة مختلفة تعرّف عن المجهودات التي يقوم بها أبناؤنا سواء في الشأن المحلي أو في الشأن العالمي إن شاء الله.

وعن تقيميه للجهات المتبرعة ان كانت الاهلية أو الشركات أو القطاع الخاص، دعا الشيخ فهد السالم  الجهات الحكومية والخاصة إلى الوقوف مع الأنشطة الإنسانية والإجتماعية في دولة الكويت متمنياً عليهم أن يكونوا مبادرين في هذا الإتجاه، أنا أتكلم عن نفسي وعن عائلة سمو الشيخ سالم العلي، فنحن ندعم المعاقين في جميع النواحي ولدينا أنشطة ليس فقط في "الداون" بل في جميع فئات المحتاجين من الشعب الكويتي والمقيمين في هذا البلد الطيب. ولا أخفيكم سرا هناك كذلك نشاطين أو ثلاثة قادمين للمعاقين ستسمعون عنهم قريبا إن شاء الله.

وعن نظرة المجتمع للمعاقين قال لم يكن لدى المجتمع الكويتي الفهم الواضح لمفهوم الإعاقة، وكان مفهوم الإعاقة هو الشخص غير السوي والذي لا يستطيع أن يعيش حياته الطبيعية، وهذا ما اعتبره بانه "مفهوم خاطىء"، فالمعاق ليس من لديه إعاقة ذهنية بل قد يكون لديه إعاقة في جسده أو نواحٍ أخرى ولكن حسب ما لاحظناه، حتى في الموظفين الذين لديهم إعاقات في هيئة الزراعة فهم يقومون بمهامهم وقد يكونون أكفأ من الذين ليس لديهم إعاقة. داعياً المجتمع أن ينظر إلى المعاقين كنظرة شمولية ونظرة إنسانية، وأن هذا المواطن هو نفس المواطن غير المعاق ولا فرق بينهما، والله سبّب لهذا المواطن إعاقة وهذه الإعاقة لا يستطيع الشخص أن يقول أنها ستحول بينه وبين أن يزاول حياته الطبيعية سواء في عمله أو في منزله وفي أنشطته سواء الرياضية أو الإجتماعية، ولله الحمد المعاقين كرياضيين تبوأوا مراكز كبيرة في العالم وأخذوا بطولات كثيرة واسمهم متداول عند الجميع ولديهم نشرات واضحة في هذا الخصوص ونتمنى التوفيق للجميع.

وخلال اللقاء وجه الشيخ فهد سالم العلي رسالة الى المجتمع الكويتي قائلا لهم: المعاق ليس عبئا على المجتمع وهو جزء منه، والمعاق ليس عيبا إنما هو شرف لكل عائلة أن يكون إبنها أو إبنتها معاق أو معاقة. عليهم ألا يخجلوا، وخاصة "الداون"، أو أن يخفوا أن لديهم فردا معاقا، سواء في متلازمة "الداون" أو في أي إعاقة أخرى حيث أن هذه الإعاقة ليست حدثا سلبيا بل هي من الله سبحانه وتعالى وهو الذي يعطي وهو الذي يأخذ وليس هناك ما يخجل منه المرء في الإعاقة، بالعكس العائلة التي لديها معاق فهي برأيي العائلة التي يُضرب فيها المثل في التفاني والتضحية وفي وسع الصدر، وأتمنى لهم التوفيق وأطلب منهم أن يشاركوا مع أبنائهم المعاقين في جميع أنشطة الدولة وأنشطتنا هي الذراع المفتوح لهم في أي وقت. مضيفاً أن المعاقون هم من أبناء هذا الوطن الغالي علينا وهم جزء من هذا المجتمع ويجب على المجتمع أن يحتضنهم ويعاملهم معاملة متساوية مع أي مواطن آخر ويقوم بدعمهم في جميع المجالات، سواء في المجال الإجتماعي أو المجال المادي أو المعنوي، وفي كل النواحي على المجتمع أن يحتوي هذه الفئة من المعاقين وأن يعتبرهم جزء لا يتجزأ من المجتمع الكويتي.