الوطن - اعلن مكتب الشيخ فهد سالم العلي الصباح عن تحريك دعوى قضائية مستعجلة امام القضاء تهدف الى وقف اقامة حفلين غنائيين في كشك مبارك مؤكدا الشيخ فهد السالم رفض استخدام كشك مبارك بمكانته التاريخية وما يحمله من اسم وقور للحفلات الغنائية.
جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب الشيخ فهد سالم العلي الصباح جاء في نصه التالي: طالعتنا صحيفة الأنباء في عددها الصادر يوم الأربعاء الموافق 2013/1/30 بخبر عن نية تلفزيون الكويت تنظيم حفلين غنائيين في «كشك مبارك» في سياق الاحتفالات بالعيد الوطني وعيد التحرير. وفي هذا الصدد فاننا نودّ ان نعرب عن استنكارنا الشديد لهذه الخطوة من جانب جهة رسمية كان أحرى بها ان تكون أول من يحافظ على ارث حضاري ورمز شامخ من رموز الكويت.
واذ نشير الى تلك الخطوة فاننا نعبّر عن بالغ الألم لما آلت اليه الأمور بشأن واحد من أبرز معالم الكويت التاريخية، والذي يختزل ذاكرة البلاد السياسية والاجتماعية بما يمثّله كمركز للحكم وادارة البلاد، وما يرمز اليه اسم «مبارك الكبير – أسد الجزيرة» من حصافة وحكمة ورجاحة رأي وقوة شكيمة.ذلك ان الشيخ مبارك الكبير هو الذي رسّخ وجود الكويت كبلد له خصوصيته، وفعل كل ما بوسعه كي يحافظ عليه ويصونه في محيط اقليمي متفجّر. لا بل ان اسمه هو الوحيد الذي ورد في دستور الكويت في مادته الرابعة التي تنصّ على ان يكون الحكم في ذريته، لأنه كان العامل الأهم في نشوء الكويت الحديثة. لكن ان يخرج علينا اليوم من يريد تحويل «كشك مبارك» الى مسرح للغناء واللهو، فهذا أمر لا يحتمل، لأن مكانة ورمزية المكان تنبع من مكانة ورمزية صاحبه. واذا ما أقيمت الحفلات فان ذلك يمثل مؤشّراً على ان هناك من يستمرئ الأمر لسبب بسيط هو ان الآخرين تخلّوا عن مسؤولياتهم في الحفاظ على تاريخهم ورمز وحدتهم.ولا غرابة بعد ذلك ان يأتي يوم نفاجأ فيه باقامة أنشطة أسوأ من ذلك في المكان الذي يمثّل ذاكرة الكويت والحكم.كما لا نستغرب ان يعمد من يسعى لتكريس مثل هذه السابقة الى الاساءة الى رموز الحكم من ذرية مبارك الصباح الذين جاءوا من بعده. ونتساءل عن جدوى اقامة مثل هذه الحفلات في هذا المكان وندعو الى وقفة جادّة للحيلولة دون استمرار هذا العبث برمز هو الأهم في تاريخنا.فرابطة الدم ووشائج القربى تفرض علينا تحمّل مسؤولياتنا في وقف العبث بجزء عزيز علينا ككويتيين من الارث الثقافي والحضاري لأجدادنا الذين خاضوا حروباً وصراعات كثيرة كي يحفظوا لنا هذا البلد.
وبهذه المناسبة نذكّر ان «كشك مبارك» تابع لوزارة الاعلام، وأن سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه تفضّل بافتتاحه شخصياً ليؤكد من جديد على رمزية المكان وأهميته. ولئن كانت عملية التجديد تمت بالأموال العامة بحيث يبدو المكان متواضعاً فان ذلك يمثّل شاهداً على عظمة من يحمل اسمه، ويزيدنا اصراراً على الذود عنه بكل ما أوتينا من قوة. وعليه فقد قمنا برفع دعوى مستعجلة أمام القضاء الكويتي عندما صمت الآخرون، في محاولة لمنع اقامة الحفلات في «كشك مبارك». وعلى الجميع تحمّل مسؤولياتهم التي تمليها عليهم ضمائرهم.