ذكرى رحيل الأمير سعد العبدالله السالم الصباح، توجه الشيخ فهد سالم العلي الصباح بكلمة إليه ناقلاً إليه صدق مشاعره وشوقه.
وصف الشيخ فهد الأمير المفتقد بأمير المحبة والتواضع مؤكداً افتقاده وقد ترجّل والميدان مازال يرنو إليه وهو القائد الفذّ الذي أعطى وطنه فوق ما يعطى البشر، أعطى حياته لمواطنيه في زمنٍ قلّ فيه المتفانون وحرص على سلامهم وأمانهم فتحقق لهم بفضله الحرية والرفاه، على حدّ تعبيره.
وأضاف الشيخ فهد أن الأمير الوالد عبر بوطنه مسالك الخطر وأهوال الإحتراب ووصل بأهله ومواطنيه إلى شاطئ الأمان وبرّ السلامة، وأعطاهم من أعماق القلب العاطفة ومن خلجات الروح الحبّ، فكان لهم الأب والأخ والصديق، فلم يجدوا كلمةً يعبرون فيها عن عرفانهم لفضله أفضل من "سمو الوالد"، ولم يجد الشيخ فهد عبر هذه المقالة الصغيرة أن يفيه حقه إلا من خلال قول الشاعر أبو الطيب المتنبي: "كُلٌ يريدُ رجالهُ لحياتِهِ يا من يريدُ حياته لرجالِهِ".
وقال الشيخ فهد ان الأمير الوالد هكذا كان، شديد البأس في حومة الدفاع صائب الرأي في موضع القرار، مرموقاً بين أقرانه من الملوك لا يأخذ في الحق لومة لائم، مشيراً إلى انه آمن بالإيمان طريقاً إلى الله فتفانى في مرضاته واعتقد ان العلم سبيل إلى التطور ففعل المستحيل من أجل محاربة الجهل ورأى ان الحوار هو السبيل إلى التآلف فكان سباقاً إلى القلوب.
وتابع الشيخ فهد قائلاً ان الثقافة كانت بالنسبة إلى الأمير سعد السالم جسر تواصل بين العقول وعنصر قوة في النفوس وأقصر طريق يفضي إلى التعارف فجعل من الكويت منارة علمٍ وواحة ثقافة وملتقى للتعارف فراحت مجلاتها تملأ المكتبات في وطن العرب وفي أرض الإسلام.
وقال انه يخاطبه خطاب المشاهدة لأنه يراه في كلّ مرة يتآلف فيها الكويتيون ويشاهده في كل مرة يجري فيها الحديث عن عدل الحاكم وتفاني الأمراء، ولم تكن الإمارة بالنسبة له هوى غريزة ولا موقع تسلّط لأنها كانت محراب صلاة وموضع خدمة ومنصّة واجبات.
وأكد الشيخ فهد انه على الرغم من رحيله بقيت حياة الأمير الوالد سيرة طيبة ومثلاً أعلى في الحكم والقيادة، سيرة تتردّد على ألسنة الناس تبعث على الثقة وتثبت أن الأمل مازال كبيراً في قدرة الكويت على إنجاب الأكفاء الكبار والقادة المميزين القادرين على قيادة السفينة والوصول بها إلى شاطئ الأمان.