الإسلام لن يهدأ حتى يصير العالم بأسره واحة سلام

 
2014-01-22 21:16:53

انطلاقاً من كون التاريخ البشري، ينطوي في كثير من مجرياته، على أن الحروب بين البشر كانت طاغية على غيرها من الأحداث، حتى غدت، وكما صورها البعض، على أنها تجري بين حضارتين، فينتج عنها الدمار والويلات.

ولأن هذه الحروب كانت تستعر بين الشعوب، حتى قبل نشوء المدنية والحضارة، صار بالإمكان، أن نعتبر أن الحضارة الإنسانية يمكن أن تمثل دوراً حاسماً في التكافل بين الشعوب، وليست، بالضرورة عامل اقتتال واحتراب.

من هنا كانت الدعوة إلى حوار الحضارات باعتبار أنها ليست حكراً على صانعيها، إنما هي، بالضرورة، ناتجة عن التفاعل بين الشعوب، وما نسبتها لشعب معيّن إلا من قبيل الانتماء الجغرافي، لذلك فإن أيّة حضارة، هي ملك للإنسانية، وبمقدار ما يكون التكامل والتفاعل ايجابياً بين الشعوب يكون التطور والتقدم هما النتاج المنطقي لهذا التكامل، ونتيجة لذلك تتقلص مساحات الصراع ويتأمن هامش عريض للسلام والتقدم والرفاهية، وخير دليل على ذلك ما حصل بين الشعوب الاوروبية من تكامل اجتماعي وسياسي واقتصادي، بعد قرون من النـزاعات والحروب حصدت ملايين القتلى وأكلت ثروات هائلة تسببت بمآسٍ عظيمة.

كذلك يمكن، وبعد استقراء التاريخ، أن تستوقفنا نقلة إنسانية حاسمة في بداية القرون الوسطى، حين بدأت الدعوة الإسلامية داعية إلى اطلاق العقل من عقاله وقيوده التي كرست الجهل زماناً طويلاً، إضافة إلى تكريس القيم الإنسانية الداعية إلى الخير والسلام والطمأنينة من خلال ثقافة وسطية معتدلة، أحيت الأمل بالكرامة الإنسانية عبر محاربة الجهل والتحريض على طلب العلم والسعي إليه، وحرصت على صيانة وتفعيل المنظومة الأخلاقية التي جاءت بها الديانات السماوية الأخرى، بعد أن هدفت إلى إتمام مكارم الأخلاق.

جاءت الثقافة الإسلامية لتشكل انقلاباً على مُثُلِ الجاهلية التي اتسمت بالغزو والعدوان وعدم مراعاة الضعيف من حيث أنها كانت ترتكز إلى العقلية القبلية.

أقول شكلت هذه الثقافة انقلاباً اجتماعياً بأن رفضت مبدأ الثأر، وكرّست حقوقاً للمرأة وحفظت كرامتها ورفعتها إلى مستواها الإنساني اللائق.

أمّا الأمر اللافت في  هذه الحضارة الإنسانية أنها أسست لبناء مجتمع تسوده العدالة والتكافل، وتحكمه قوانين إلهية تمثل وسطية إيجابية تقتضي إلى الأعتدال دون أن يكون حيادية بين الحق والباطل، ولكنها دائماً تدعو إلى المزيد من المعرفة والحكمة بحيث اعتبرت أن الذي أوتي الحكمة إنما أُوتي خيراً كثيراً، وحضت على طلب العلم وإعمال العقل ودعت إلى مزيد من التفكّر بعد أن رسمت معالم للحرية التي كانت بمثابة دعوة مبكرة لممارسة هذا الخيار ولم تقتصر هذه الدعوة على مجرد القضاء على الرق وحرصت على تحرير العبيد، وضمان حقوقهم الإنسانية بوسائل عديدة وبطريقة الاستدراج والتأني حتى لا تحدث فراغاً اجتماعياً، وصدمة لا يمكن التنبؤ بنتائجها. من هنا كان تعلق الضعفاء والمستضعفين في الأرض بهذه الدعوة فسارعوا إلى اعتناقها رغم الظلم والتعسف.

ذهب الإسلام إلى أبعد من ذلك حين دعا إلى حرية الفكر والتأمل رغم علمه بمحدودية العقل في مجال ادراك الحقائق الكبيرة ووقوفه عاجزاً عن الإطاحة بأسرار الكون.

ولكنه واحتراماً للحق في التفكير أتاح له ذلك مع علمه بأن الفلسفة والتفلسف ليسا سوى عملية تدور حول نفسها دون أن تصل إلى مبتغاها في تفسير العالم وفهم نشأته وإدراك نهايته..

ولكنها، ودون أن تتنكر لفاعلية العقل، فقد عمدت إلى استثمار هذا المنطق وذلك النقاش ضوءاً من العقل لادراك أبعاد النصوص تمهيد لفهمٍ أفضل للشريعة الحنيفة، واتخاذها مواقع للدفاع ضد الموجات الدعائية المناهضة للإسلام فكان ما سمّي بـ : "علم الكلام" هو الاستثمار الفاعل لقوى العقل على اعتبار أن الفلسفة لا توصل إلى حقيقة ولا يمكنها أن تجيب على حاجة الانسان إلى المعرفة المطلقة، فكان أن نتج عن علم الكلام مذاهب فكرية واتجاهات عقلية أثْرَت الثقافة الإسلامية واغنت مكتبتها.

لم يمضِ على الدعوة الإسلامية كثير من الوقت حتى ملكت ناصية الدنيا وسيطرت على العالم المتمدن، وراحت تنشر تعاليم الإسلام في عالم كان يغط في ظلام الجهل والتخلف، ولكنها ورغم ما قدمته للإنسانية من عطاءات، صارت هدفاً لكثير من الأعداء الذين راحوا يتربصون بها الدوائر، ويعملون ليل نهار على تشويه وجهها المشرق، ويقابلون دعوتها للحوار والتكامل بإثارة الشكوك حول صدقيتها، فحيناً يجعلونها سبباً للتخلف وحيناً آخر يرمونها بتهمة الإرهاب.

رغم كل ذلك يظل الإسلام واحة نضرة لمكارم الأخلاق، وصرخة مدويّة في وجه الظلم والاستبداد، يدعو إلى سلام المجتمعات وسيادة العدالة فيها، ولا ينفك يمثل الدعوة إلى التفاهم بين الشعوب عبر حوار للحضارات ولن يهدأ حتى يصير العالم بأسره واحة سلام وحديقة طمأنينة.

انطلاقاً من كون التاريخ البشري، ينطوي في كثير من مجرياته، على أن الحروب بين البشر كانت طاغية على غيرها من الأحداث، حتى غدت، وكما صورها البعض، على أنها تجري بين حضارتين، فينتج عنها الدمار والويلات.

ولأن هذه الحروب كانت تستعر بين الشعوب، حتى قبل نشوء المدنية والحضارة، صار بالإمكان، أن نعتبر أن الحضارة الإنسانية يمكن أن تمثل دوراً حاسماً في التكافل بين الشعوب، وليست، بالضرورة عامل اقتتال واحتراب.

من هنا كانت الدعوة إلى حوار الحضارات باعتبار أنها ليست حكراً على صانعيها، إنما هي، بالضرورة، ناتجة عن التفاعل بين الشعوب، وما نسبتها لشعب معيّن إلا من قبيل الانتماء الجغرافي، لذلك فإن أيّة حضارة، هي ملك للإنسانية، وبمقدار ما يكون التكامل والتفاعل ايجابياً بين الشعوب يكون التطور والتقدم هما النتاج المنطقي لهذا التكامل، ونتيجة لذلك تتقلص مساحات الصراع ويتأمن هامش عريض للسلام والتقدم والرفاهية، وخير دليل على ذلك ما حصل بين الشعوب الاوروبية من تكامل اجتماعي وسياسي واقتصادي، بعد قرون من النـزاعات والحروب حصدت ملايين القتلى وأكلت ثروات هائلة تسببت بمآسٍ عظيمة.

كذلك يمكن، وبعد استقراء التاريخ، أن تستوقفنا نقلة إنسانية حاسمة في بداية القرون الوسطى، حين بدأت الدعوة الإسلامية داعية إلى اطلاق العقل من عقاله وقيوده التي كرست الجهل زماناً طويلاً، إضافة إلى تكريس القيم الإنسانية الداعية إلى الخير والسلام والطمأنينة من خلال ثقافة وسطية معتدلة، أحيت الأمل بالكرامة الإنسانية عبر محاربة الجهل والتحريض على طلب العلم والسعي إليه، وحرصت على صيانة وتفعيل المنظومة الأخلاقية التي جاءت بها الديانات السماوية الأخرى، بعد أن هدفت إلى إتمام مكارم الأخلاق.

جاءت الثقافة الإسلامية لتشكل انقلاباً على مُثُلِ الجاهلية التي اتسمت بالغزو والعدوان وعدم مراعاة الضعيف من حيث أنها كانت ترتكز إلى العقلية القبلية.

أقول شكلت هذه الثقافة انقلاباً اجتماعياً بأن رفضت مبدأ الثأر، وكرّست حقوقاً للمرأة وحفظت كرامتها ورفعتها إلى مستواها الإنساني اللائق.

أمّا الأمر اللافت في  هذه الحضارة الإنسانية أنها أسست لبناء مجتمع تسوده العدالة والتكافل، وتحكمه قوانين إلهية تمثل وسطية إيجابية تقتضي إلى الأعتدال دون أن يكون حيادية بين الحق والباطل، ولكنها دائماً تدعو إلى المزيد من المعرفة والحكمة بحيث اعتبرت أن الذي أوتي الحكمة إنما أُوتي خيراً كثيراً، وحضت على طلب العلم وإعمال العقل ودعت إلى مزيد من التفكّر بعد أن رسمت معالم للحرية التي كانت بمثابة دعوة مبكرة لممارسة هذا الخيار ولم تقتصر هذه الدعوة على مجرد القضاء على الرق وحرصت على تحرير العبيد، وضمان حقوقهم الإنسانية بوسائل عديدة وبطريقة الاستدراج والتأني حتى لا تحدث فراغاً اجتماعياً، وصدمة لا يمكن التنبؤ بنتائجها. من هنا كان تعلق الضعفاء والمستضعفين في الأرض بهذه الدعوة فسارعوا إلى اعتناقها رغم الظلم والتعسف.

ذهب الإسلام إلى أبعد من ذلك حين دعا إلى حرية الفكر والتأمل رغم علمه بمحدودية العقل في مجال ادراك الحقائق الكبيرة ووقوفه عاجزاً عن الإطاحة بأسرار الكون.

ولكنه واحتراماً للحق في التفكير أتاح له ذلك مع علمه بأن الفلسفة والتفلسف ليسا سوى عملية تدور حول نفسها دون أن تصل إلى مبتغاها في تفسير العالم وفهم نشأته وإدراك نهايته..

ولكنها، ودون أن تتنكر لفاعلية العقل، فقد عمدت إلى استثمار هذا المنطق وذلك النقاش ضوءاً من العقل لادراك أبعاد النصوص تمهيد لفهمٍ أفضل للشريعة الحنيفة، واتخاذها مواقع للدفاع ضد الموجات الدعائية المناهضة للإسلام فكان ما سمّي بـ : "علم الكلام" هو الاستثمار الفاعل لقوى العقل على اعتبار أن الفلسفة لا توصل إلى حقيقة ولا يمكنها أن تجيب على حاجة الانسان إلى المعرفة المطلقة، فكان أن نتج عن علم الكلام مذاهب فكرية واتجاهات عقلية أثْرَت الثقافة الإسلامية واغنت مكتبتها.

لم يمضِ على الدعوة الإسلامية كثير من الوقت حتى ملكت ناصية الدنيا وسيطرت على العالم المتمدن، وراحت تنشر تعاليم الإسلام في عالم كان يغط في ظلام الجهل والتخلف، ولكنها ورغم ما قدمته للإنسانية من عطاءات، صارت هدفاً لكثير من الأعداء الذين راحوا يتربصون بها الدوائر، ويعملون ليل نهار على تشويه وجهها المشرق، ويقابلون دعوتها للحوار والتكامل بإثارة الشكوك حول صدقيتها، فحيناً يجعلونها سبباً للتخلف وحيناً آخر يرمونها بتهمة الإرهاب.

رغم كل ذلك يظل الإسلام واحة نضرة لمكارم الأخلاق، وصرخة مدويّة في وجه الظلم والاستبداد، يدعو إلى سلام المجتمعات وسيادة العدالة فيها، ولا ينفك يمثل الدعوة إلى التفاهم بين الشعوب عبر حوار للحضارات ولن يهدأ حتى يصير العالم بأسره واحة سلام وحديقة طمأنينة.