بين المعارضة والموالاة.. احلام الاصلاح تضيع

 
2014-05-27 21:25:57

انطلاقاً من احساسنا بالمسؤولية، باعتبار أنها واجب مقدس ألزّمنا به أنفسنا، لكي نكون في مقدمة العاملين على تطوّر الكويت، وتصحيح مسيرتها في النماء والتطور، وفي هذا الإطار كنّا نوالي وكًنا نعارض، ففي نهج الموالاة كُنّا نشدُّ على أيدي العاملين الصادقين الذين جعلوا الكويت حاضرة مزدهرة، ومنارة ثقافية لها حضورها البهيّ في محيطها وفي العالم بفضل رجال جهدوا جهود المخلصين وهم في مواقع المسؤولية منذ تأسيس الكويت.

كنا في مقدمة الموالين الحريصين على سلامة القرار وصوابية المسيرة الوطنية طالما أنَّ هذه الموالاة تساهم في قسطٍ من الفعالين، قلّ ذلك أم كثر، ولم نكن نهدف إلا إلى الخير العام وتقدم الدولة وسعادة المواطنين.

وعندما كنت اعارض كنت أحمل هدفاً ساميا معتقداً ان من كان في صف المعارضة يعارض ويهدف الى تصحيح ما كنا نراه خطأ أو لا يخدم ازدهار الكويت، وسلامة مسيرة الدولة.

يعلم الله أن المعارضة التي أحرص عليها، هدفها تثبيت العلاقة المميزة بين الأسرة والشعب وتوسيع دعائمها على أسس ثابتة لا تؤثر بها الهزات ولا تنال منها التداعيات من حولنا، والتي كانت منطقتنا العربية ولا تزال مصدراً لها.

وفجأة اكتشفنا أن تلك المعارضة التي لبست ثوب الاصلاح تغير حالها بين ليلة وضحاها وصار الاصلاح زعماً من مزاعمها ليحملون "شعارات" ظاهرها الاصلاح وباطنها هدفها الاستحواذ، متناسية الهدف الاساسي الذي يتمثل في محاربة الفساد واصلاح المسيرة.

اجزم أنني في جميع مراحل حياتي السياسية، كنت ملتزماً باحترام القوانين محافظاً على ولائي لدولتي ولأميرها فخوراً بمناخ الحرية الذي ننعم به وبنسائم الديمقراطية التي تهبُّ عليها وبالرخاء والازدهار اللذين يرفل بهما شعب الكويت وبالتالي مازلت اعتبر أن هذه المكاسب لا يمكن التضحية بها عن طريق معارضة بمزاجية متقلبة لبعض الانتهازيين الذين يضعون الاهداف موضع الوسائل والوسائل موضع الاهداف ساعين لنيل المكاسب الذاتية عن طريق الحق الذي يُراد به الباطل.

إنّ هذه الزُّمرة من الوصوليين، لا يمكن العمل معهم أو الركون لرأيهم لأنهم لا يهدفون إلى الخير العام، همُّهم الوحيد حين يعارضون تحقيق مكاسب على حساب الوطن وحقوق مواطنيه.

من هذا المنطلق أجد نفسي بعيداً عنهم متنكراً لهم، رافضاً لتوجهاتهم، لأن في ذلك فساداً وخطراً على القيم وعلى الدولة والشعب، مما يتعارض مع قناعاتي ومبادئي ومفهومي للمعارضة الهادفة للإصلاح والتغيير

ومن جهة أخرى نجد التخبط اليومي الناتج عن سوء الادارة بفضل حكومة تسعى إلى خلق مبررات لفشلها مهما كان. والحقيقة واضحة وضوح الشمس، وهي طمس الحقائق المؤدية إلى هذا الفشل ووضع البلد بات يتقلب على نار حطبها ارقام وحصص ومساومات سياسية وتبادل مناصب من جهة والحصول على المناصب من جهة أخرى.

لا خير للمناصب التي جعلت من بعضهم فارغ الفكر ومنهار على عتبة الأبواب.

لا خير للمناصب التي تغيير النفوس والمبادئ لتتحول مبادئهم إلى رماد يتطاير في عيون الشعب

لا خير لمن يتولى المنصب ويتغاضى عن اهداف الكويت واحلام شعبها.