نرى بعين البصيرة ما وصلت إليه أمور العرب والمسلمين، حتى صاروا غرضًا يرمي وفريسةً يجتمع عليها العالم، نرآهم وهم بين دول فاشلة وأخرى مهددة،وشعوبًا مشردة يقتتلون فيما بينهم وهم شعوب وقبائل تتناحر بلا رحمة، تنكروا لتاريخهم وأداروا ظهورهم لدينهم، أوصاهم الله بالتراحم فظلموا، وأشار عليهم بالمغفرة فتنكروا، عادت إليهم الجاهلية بلا فضائل، فكان الاسلام أول ضحاياهم، قتلوه وهم يزعمون الدفاع عنه، وشوهوا فضائله وهم يعلنون الانتماء إليه.
إنه زمن البدع بامتياز، وعلى العاقل أن يشمّر عن ساعديه وأن ليدافع عن التاريخ والدين، وعلى العالم أن يشهر علمه سلاحاً بوجه الجهل والتخلّف، وعلى الفقهاء أن يعيدوا تصحيح الاتجاه لكي يستردوا الاسلام من خاطفيه ويعيدوه إلى حيث اراد له الله ان يكون ديناً للتسامح والمحبة والغفران والوسطية.
إننا حين تركنا الانتهازيين يتسنمون المناصب، والوصوليين يقومون بصنع القرار والفاسدين يقودون الادارات، ساءت حالة العرب واهتزت عروشهم وآلت الى الوبال دولهم وحكوماتهم.
والآن لا يمكن الخلاص من هذا التردي إلا بتجفيف مستنقعات الفساد والضرب بيد من حديد على أربابه والمتصيدين في مياهه العكرة الآسنة.
علينا العودة الى الله لبناء أوطاننا متكلين على سواعدنا واراداتنا الخيرة، فنعيد الصفاء الى الصحراء والسلام الى المدن والرخاء والامن للمواطن.
وَلْنَسهرْ على صلاح الحكومات والحكام... إذا صلح الحاكم صلحت امور المسلمين ونعموا بالامن والرخاء والطمأنينة.
لم يعد مجدياً أن نضع رؤوسنا في الرمال كما تفعل النعامة، إنه الإعصار المدمر والوبال من كل مكان ولكل مكان فليس لنا والله إلا الصدق والصبر والاخلاص لله وللوطن. ملزمون أن نتوحد في مواجهة الفساد والجهل، أقوياء بالحق أشداء بالعدل.
ومن المؤسف أن نصف حالة العربَ كما يلي:
يَا أمَّــةَ الــعُـرب هـل يرضيك ما حــصلا
وكـيف يــعـلـو عـلى الأَشْرافِ من سَفُلَا
يسـتفحِـل الــقــتل والـتَّنــكـيل مفخرة
به يباهي على الاشهاد من قتلا
جار القوي ويطغى وهو مقتدر
على الضعيف وما في الناس من سألا
ضاقت على الضعفاء الارض وهي مدى
رحب، وسدّ القوي الجو والسبلا