الإعلام مدرسة لاتقل أهمية عن الجامعة

 
2012-02-20 19:21:29

أكد رئيس مركز فهد السالم لحوار الحضارات، الشيخ فهد سالم العلي الصباح، أن الإعلام مدرسة لتعليم الأجيال لا تقل شأناً عن المدرسة والجامعة، محذّراً من خطورة الوضع.

التربية والإعلام قالباً واحداُ للتعليم

وقال الشيخ فهد في رده على سؤال عن الدور الرئيسي الذي يجب أن يؤديه الاعلام لتعزيز القدرات التربوية عند الرأي العام، كون الإعلام وسيلة للتثقيف ونشر العلم، إن الدور الرئيسي الذي يجب أن تؤديه التربية أو حتى الاعلام كونهما قالبا واحدا للتعليم هو توطيد الدولة وتعزيز قدرات الاجيال. فنحن نمر بتجارب التغيرات الاجتماعية، مشيراً إلى أنه كان لهذه التجربة التاريخية تأثير في بلدان اخرى في العالم، خصوصا لجهة نيلها استقلالها واندحار الاستعمار عنها. ونحن في الكويت اخذنا استقلالنا في عام 1961 الا أننا ما زلنا نعاني من عدم التجانس السياسي والحضاري، وهذا ليس سرا على احد، فنتيجة ذلك تأثرت التربية والاعلام دوما بالتصادم العميق بين اتجاهين، أولهما تيار استعماري تجانسي في وسط السياسات التربوية، والثاني تيار مطالب بالتغيير الحضاري والديموقراطي المدعوم شعبياً.

 

تطور التعليم

واستطرد الشيخ فهد السالم في رده مبيناً أن التعليم العام يجب ان يتطور على نحو واضح بشكل انتشار المدارس والجامعات الحكومية كمؤسسات رئيسية في إرساء الهوية القومية، ويعبّر عن حضاراتنا ويكون تاريخنا وأدبنا وعلومنا الأساسية.

فمن الذي يمنع الدولة من بناء الجامعات والمدارس حيث، وفي كل عام، نرى المشاكل التي يعاني منها الطلاب في دخول الجامعات. فالتعليم خارج الدولة يسّبب تفاوتاً حضارياً، وخاصة لدى الذين يذهبون للتعلّم في العالم الغربي، وبذلك نكون امام مشكلة اخرى بسبب النقص الكبير في الجامعات، وهي التفاوت الحضاري عند افراد المجتمع.

وذكر الشيخ فهد أن المدارس الحكومية عنصر أساسي لتعزيز الإسهام الشعبي في المجتمع ونشر الحضارة وتعليمها، كذلك هو الاعلام الرسمي يجب أن يكون. ومهما كانت حقيقة الأوضاع الاجتماعية والحضارية والسياسية والاقتصادية داخل الدولة، ومع تعرضنا لهبات العنف التي عطلت مركز فهد سالم سيظل التعليم والاعلام سواء كان الحكومي او الخاص، احد اهم مواضيع النقاش لدينا، لتوسيع دائرة نشر المعرفة والمفاهيم والقيم.. الخ، نحن ما زلنا في سعينا الدائم والمستمر في العمل لإيجاد آليات تمكن الاتجاه الحالي نحو العولمة من الصيرورة إطارا متماسكاً للتعليم حضارياً واجتماعياً وتاريخياً.

تمجيد القيم النفعية

وبسؤال الشيخ فهد عن مدى تاثير التيارات المطالبة في هذا الاتجاه الجديد بالعمل التربوي على الصعيد الوطني، قال: يجب اعادة النظر في دور الحكومة من حيث كونها اداة التنظيم والضبط في مجال التربية، وهذا السؤال يشكل جزءا من نقاش كنا سنطرحه في مركز فهد السالم لحوار الحضارات واهمية النقاش كانت تكمن في اطار مثالي للتعرف على حضارتنا بوصفها ظاهرة في هذا السياق، أي أنه يجب أن تجري عملية التطوير في مختلف الميادين. فنحن نعاني بسبب التغيرات الحضارية الناجمة بعد أن دخل الشق العلمي والتقني بطريقة سريعة الى بلادنا. فالكويت بلد غني جدا، قادر على إنشاء جامعات تدرس فيها مجالات التكنولوجيا والعلوم كافة، بالاضافة الى تعزيز المناهج، كما لا يمكننا أن ننسى المواد الأدبية وخاصة في ما يتعلّق بكتاب التاريخ المدرسي وكتاب التربية المدنية. ولكن تصرفات السلطة لا تدل على دعم المجتمع الذي من حقه الطبيعي أن ينال العلم في وطنه وان يكون له إعلام ينشر العلم والمعرفة وينقل الأوضاع السياسية والاقتصادية.. الخ إلى البلد، كما هي عليه الحال، ليتسنى لهذه الاجيال أن تكون على اطلاع على الحقائق. إلا انني من موقعي اقول: كفانا تمجيداً للقيم النفعية والتنافس التجاري والانفرادية في التعليم والإعلام، فالسياسات التربوية دائما كانت تشير إلى المصائب عبر تخفيض مسؤولية الدولة في تأمين حق تحصيل العلم للافراد، وهذا حق تكفله كل القوانين، فأنا ادعو الحكومة الى اعادة النظر في دورها من حيث كونها اداة التنظيم والضبط في مجال التربية. وبخصوص الاعلام لا استطيع القول سوى ان الانتظار لن يكون طويلا لتغير الحال لأن صحوة الشعوب تهدد مراكز السلطة والإعلام أيضاً يهددها عليهم التنبه.