شهر رمضان: زمن يعيدُ ارتباط الأرض بالسَّماء..

 
2015-06-17 23:32:35

يعود علينا شهر رمضان المبارك، فاتحاً أمامنا أبواب التوبة، مشرّعاً أجنحة الرحمة، فيه للعمل لصالح ألف مثوبة، إنه شهر الله والله يجزي به ويثيب.

أنزل الله تعالى فيه القرآن هدىً للناس وقانوناً يضمن السّعادة في الدّارين، ونحن مدعوون لأن نمتثل لأوامره وننتهي عن نواهيه مخلصين في الطاعة منصرفين عن المعصية، يساعد قوينا الضعيف، ويسعف فيه الموسرُ ذووي الحاجة، مدعوون للحدِّ من رغبات النفس، والحيلولة دون غطرستها واسرافها، عن طريق سلوك منهج الإعتدال..

في هذا الشهر الفضيل علينا أن ننشر راية السلام ونسعى في سبيل اصلاح ذات البنين، ونصرة الضعيف فلا يستبدُّ به ضعفه، ونقف مع المحتاج حتى لا تزري به حاجته، فيتآلف المجتمع، وتغمره السعادة، فلا نجد حقاً مسلوباً إزاءه نعمة مُضاعة.

في هذا الشهر المبارك نتذكر السلف الصالح الذين احسنوا القيام في صيامه، طلبوا السماء فدانت لهم الأرض، إننا مسؤولون أمام خالقنا وتجاه ضمائرنا أن نجعل شهر رمضان منطلقاً للتطور ومناسبة للسلام والمحبة والتكامل سواء في مجتمعنا أو بالنسبة لشعوب الأمة الإسلامية بشتى  تسمياتها ومختلف جغرافيتها.

إن من حق شهر رمضان علينا أن نكون جديرين به، مستحقين لعطاءاته، حين نتخذه منطلقاً للتطور، ومحطة لاكتساب مكارم الأخلاق كخير أمة أخرجت للناس آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر.

فلنتخذ منه الآن حافزاً لمحاربة التفرقة والطائفية والتطرف الأعمى الذي يوشك أن يصير آفة مهلكة تأكل الأخضر واليابس، وتعمل على تدمير مجتمعاتنا من الداخل، وتشويه سمعتنا في اقطار العالم، وفقنا الله لنعبده حق عبادته حتى تظل ارضنا نقطة تلتقي فيها السماء بالأرض.

وفقنا الله لإحياء شهر رمضان والتعلم من معانيه النبيلة، وتعاليمه الواضحة.