الأسرة بحاجة إلى التعاون بعيدا عن المنافقين والمغرضين

 
2010-11-11 15:43:19

الراي - وضع الشيخ فهد سالم العلي الصباح محاولة اغتياله في فرنسا في اطار الاستهداف الشخصي له وليس كما روجت له بعض وسائل الاعلام انه كان بهدف السرقة لافتا الى ان إستخدام سلاح وقناع وقفازات من أجل البصمات يؤكد ان الهدف لم يكن سرقة وان العملية كانت مدبرة وتدبيرها كان مؤكد.

وقال في لقاء اعلامي مع تلفزيون الراي ان ما يؤكد ايضا اعتقاده هذا هو انه عند وقوع الحادث "أرسلت القيادة السياسية مباشرة، ضباطاً من دولة الكويت إلى فهد سالم العلي في المستشفى وهو في العناية المركزة وظلوا بجانب فهد إلى حين عودته إلى أرض البلاد بسلام".

وذكّر الشيخ فهد انه تعرّض للاغتيال بعد 4 ساعات فقط من مشاركته بندوة عن التطرف والارهاب متسائلا "لماذا في هذا الوقت ولماذا في الساعة الرابعة عصراً في وضح النهار في اوروبا حيث الشمس تغيب عند التاسعة، وفي شارع رئيسي، الإستشعارات تمر في عدة مراحل أو إتجاهات، ولكن الأكيد ان المؤتمر الصحافي الذي اطلقت فيه مشروعي (وهو عبارة عن إنشاء محطات فضائية في أكثر من دولة وبأكثر من لغة)،  كان مفاجئاً لجهات كثيرة في فرنسا، لأن المشروع كان يُعمل عليه قبل إعلانه، وأعلنته جاهزاً، ينبذ العنف ويدعو للحوار ما بين جميع الحضارات".

وشدد الشيخ فهد السالم على ان الإسلام ليس متطرفاً، "ومن يريد ان يبحث عن نقاط ليقوم بعمل متطرف، يبحث عن تناقضات. نحن لا نبحث عن تناقضات، بل نتكلم عن الدين الصحيح، الدين مبني على الحوار والإقناع، وليس بالسلاح إنما بالإقناع، إن لم نقتنع فلماذا نتقاتل؟".

ويرفض الشيخ فهد استخدام القوة ضد التطرف بسبب النتائج السلبية لها، سائقا ادلة على ذلك ما جرى في أفغانستان، ودول كثيرة أخرى، "فعندما تكافح الدول التطرف بالقوة، ما النتائج التي ستحصل فيها؟ يزيد عدد الضحايا ومن دون تردد يزداد عدد الناقمين على هذا التدخل، وكذلك في العراق، وما جرى فيه بموضوع التطرف الديني والإجتماعي، وكذلك في باكستان، والآن في الصومال، فالتطرف بات يتوسع".

 وفي رأيه فإن الحديث عن فتنة مذهبية في الكويت ينافي الحقيقة، مؤكدا ان ما يدور في البلاد "هو إنخفاض مستوى الثقة في الأداء الحكومي، فأصبح المواطن لا يثق في حكومته، ليس كأشخاص، إنما كأداء، كوعود، الحكومة توعد في الصحف وأمام الواقع صفر.".

أما الحرية برأيي الشيخ فهي موجودة في البلاد "ومن يقول ان لا حرية في الكويت فهو خاطئ". ويُلفت الى انه في الدستور والقانون "الذات الأميرية هي الجهة الوحيدة التي لا يجوز على أي شخص التكلم فيها. الإعلام في الكويت رائد على مستوى المنطقة ولكن للأسف عندما بدأ يتجمع بات يفقد حريته السابقة، يوجه أكثر من ان يكون مفتوحاً للجميع".

ولا ينكر الشيخ طموحه بأن يتبوأ منصبا سياسيا، ويقول " الطموح موجود ومن لا طموح لديه لا يمكنه ان ينجز، هو مثل الشريان في الإنسان. إن فقدت الطموح فقدت هدفك في الحياة".

وهذا كان أبرز ما جاء في مقابلة الشيخ فهد سالم العلي الصباح مع قناة الراي، واليكم تفاصيل المقابلة:

ما سبب زيارتك إلى فرنسا وما المشروع الذي حملته معك إلى هناك؟

- خلال زيارتي لفرنسا أعلنت عن مشروع دولي كبير في بداية الشهر الماضي لحوار الحضارات والأديان ونبذ العنف والتطرف على المستوى الإسلامي ومستوى الديانات الأخرى، وهذا المشروع يتميز بالريادة لأنه يأتي مبادرة من شركات القطاع الخاص والأفراد وليس للحكومات أي دور فيه.

ما مقومات هذا المشروع وكيف يمكن أن يساهم في نبذ التطرف والعنف والتقريب بين الاديان؟

- استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه يزيد من التطرف الديني والاجتماعي والفكري فأصبحنا نرى التطرف بجميع أشكاله في عدد من دول العالم بجميع أشكاله وأنواعه حتى على المستوى المذهبي، فننتظر ونسمع ونتذمر دون أن نصل إلى نتيجة بالنهاية، كما أننا لا نستطيع انتظار الحكومات في كل دولة لاتخاذ مبادرات في هذا الاتجاه.

ما منطلقاتك الشخصية والأهداف من هذا المشروع؟

- أود أن أبين أن هذا المشروع لم يبدأ الآن حيث انه بدأ قبل عامين ماضيين، والمشروع لا يقوم على إنشاء محطات فضائية فقط في دول العالم إنما يرتكز على 3 مراحل المرحلة الأولى، إيجاد بنية تحتية لانطلاق المشروع والتي تم الانتهاء منها وأصبح المشروع جاهزا للانطلاق اعتبارا من نهاية الشهر الماضي، أما المرحلة الثانية والخاصة بإيجاد كيان قانوني دولي لإدارة المشروع بحيث لا يكون مرتبطا بدولة معينة إنما ينشأ مجلس إدارة من شخصيات دولية بعيدة عن السياسة، بينما المرحلة الثالثة، تختص بمحتوى هذه المحطات، وبحسب الخطة المعدة للمشروع ستكون هناك محطات متعددة اللغات بحسب البلد التي تبث منها، بحيث نصل إلى أن كل الدول تشارك في هذه المحطات من خلال توحيد الجهود لمكافحة التطرف على مبدأ الحوار لا القوة التي تزيد التطرف.

هل تقصد استخدام القوة من قبل الدول التي تحارب الإرهاب، يمكن أن يزيد من التطرف؟

- من خلال بحث الموضوع بروية دون تسرع وما نراه يحدث في أفغانستان والعراق وباكستان والصومال وغيرها من الدول الأخرى ونتيجة استخدام القوة في محاربة التطرف هناك، بزيادة الظلم والضحايا.

ذكرت أن البنى التحتية للمشروع أصبحت جاهزة وهو ما يعني أن المشروع تحول إلى واقع ملموس؟

- بالفعل المشروع واقع ملموس بعد الانتهاء من المرحلة الأولى وصرف عليه مبالغ كبيرة مني ومن زملائي المؤسسين له وتبقى مرحلة لاحقة لتحديد الكيان القانوني والإداري وكيفية الإدارة، تليها مرحلة الإنتاج وهي الجزء المهم في المشروع، والمحتوى سيكون نابعا من داخل البيئة المحلية التي تنطلق منها المحطة مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه المحطات ستكون ذا باقة كبيرة من القنوات تفيد الإسلام بتعريفه على حقيقته بأنه دين سلام وحوار والتعامل بالحسنى مع الأصدقاء والأعداء، والنظر إلى الديانات السماوية التي ترفض القتل وتنبذ إيذاء الناس، وبالتالي البدء بما نحن متفقون فيه.

خلال وجودك في فرنسا لطرح هذا المشروع تعرضت لمحاولة اغتيال، هل هذا المشروع دافعا لذلك الاعتداء؟

- لتصحيح المعلومة أنني لم أتعرض لهذا الاعتداء الآثم عقب خروجي من المؤتمر إنما عقب خروجي من مقر إقامتي بعد 4 ساعات من المؤتمر الصحافي الذي عقدته في فرنسا، ووقت الحادث كان في الساعة 4 عصرا أي بمنتصف النهار وفي شارع رئيسي، لكن ما أريد تأكيده أن المؤتمر الصحافي للإعلان عن المشروع كان مفاجأة كبيرة لجهات كثيرة في فرنسا، لأننا كنا نعمل في المرحلة الأولى بهدوء وأعلنته في فرنسا، والمرحلة الثانية تأتي لنبذ التطرف وتدعيم الحوار بين الحضارات الغربية والإسلامية والتأكيد على أهمية هذا الحوار، لأن التعليم مفترض أن تكون مسؤولية الحكومات في أن يكون الإعلام مسؤوليتنا كجهة مبادرة مبنية على الاجتهاد والتمويل الذاتي لإيماننا بان الإعلام له دور كبير في تقليل التوتر، فما نراه في الفضائيات دليل عدم ثقة، وهناك إثارة، وارى أن الحكمة والثقافة وبُعد النظر أهم من الإثارة التي تبدأ وتنتهي في وقت قصير.

ألا تعتقد أن الجمهور هو من يحدد المحتوى الإعلامي ويبحث بدوره عن الإثارة؟

- بحثنا هذا الأمر في محتوى قنوات المشروع ورأينا انه عندما ينبع من داخل البلدان نفسها التي بها هذه المحطات من خلال الاستشعارات والاستبيانات التي تبين ما تريده الشعوب، ولنترك الجهات المختصة في هذا المجال لوضع المحتوى الذي يتواكب مع المشروع وفي الوقت نفسه يكون له دور أساسي في تعريف الناس بدينهم وأصول العلاقة المبنية على السلام واحترام الرأي الآخر.

ما ملابسات حادث الاعتداء عليك؟

- في الساعة 4 عصرا أردت الخروج من الفندق مع بعض الأصدقاء وأثناء انتظارهم توجهت برفقة صديق إلى أماكن انتظار السيارات القريبة من الفندق وفي أثناء عبوري الشارع وقع عليّ الاعتداء من الخلف ولم أر المعتدي إنما تلقيت ضربة فجأة على رأسي ولله الحمد لم يكن المعتدي بالطول الكافي ليتمكن من إصابة رأسي في مكان مؤثر وعندما تلقيت الضربة استطعت الإمساك بالمعتدي للحظات أثناء سقوطي على الأرض وأنا أعاني من الدوخة وكان ممسكا بمسدس في يديه فعاجلني بضربة أخرى على يدي واستطاع الهرب وقد انتبه الصديق الذي كان يرافقني بعد صراخ المتواجدين مكان الحادث.

هل تعني ان هناك شهود عيان للحادث؟

.تقدم للشرطة الفرنسية 7 أشخاص للشهادة على الواقعة بحسب ما تم إبلاغي به

كيف كان تعامل السلطات الفرنسية مع الحادث؟

- استغربت من سرعة تعاملهم مع الحادث حيث انه يقال أن فرنسا بيروقراطية مثل الدول العربية لكنها سريعة التحرك في مثل هذه الحوادث وما علمته لاحقا انه تم إسعافي في موقع الحادث ثم نقلت إلى المستشفى للتأكد من عدم إصابة رأسي وقد اعطت السلطة الفرنسية أوامر بإدخالي المستشفى العسكري حيث الإجراءات الأمنية الأدق وبقيت 24 إلى 48 ساعة في العناية المركزة ثم خرجت إلى غرفة بالمستشفى بعد التأكد من سلامتي، وقد كان للسفارة الكويتية في فرنسا أيضا تحرك حيث حضر السفير علي السعيد الذي أبلغته السلطات الفرنسية بالحادث وكان في اجازة ورغم ذلك حضر إلى المستشفى وبمجرد افاقتي وجدتهم إلى جانبي.

عند عودتك الكويت كان هناك استقبال حاشد وقلت يومها الآن عرفت لماذا الكويت محسودة على شعبها، لماذا؟

- منذ وقوع الحادث وفور افاقتي وخروجي من العناية نقل لي كثير من الاتصالات التي كانت تتم وشعرت جديا كيف ان شعب الكويت واحد يتوحد عند الصعاب فوقوف شعب الكويت واستنكارهم لهذا الحادث الغاشم كان راحة نفسية لي وهو بمثابة نصف العلاج للمريض.

بالعودة إلى مشروعك ألا تتخوف من رفض بعض الدول الأوروبية له التي قد تعتبره وسيلة لنشر الفكر الإسلامي؟

هذا متوقع لذا حرصت على مواجهة ذلك شخصيا من خلال المؤتمر الذي عقدته في باريس أن أرادوا طرح وجهات نظرهم وعندما ذهبت لفرنسا قابلت الجهات الرسمية المسئولة هناك وأعلنت لهم أن المشروع ليس إسلاميا بحتا إنما لتعريف ايجابيات الإسلام لإفادتهم لا لضرهم وانه دين سلام والتأكيد على أن جميع الديانات السماوية تنبذ العنف والتطرف والقتل وان الإسلام يدعو للتعاون والترابط والتعامل الحسن مع الجيران كما أن الدول الغربية بها جاليات كثيرة مسلمة هناك مشكلات في اندماجها في المجتمعات المدنية وعندما يتعامل المسلم بدينه الصحيح فسوف لا يكون هناك عذر لأي دولة لا تعامله وفق مبدأ العدالة والمساواة.

تقصد أن من يتعامل بدينه الصحيح دون تطرف يمكن أن يساعد هذه الدول؟

الإسلام ليس دين تطرف ومن يرد البحث في نقاط معينة لخلق التطرف فليبحث عن المتناقضات ونحن هنا لا نبحث عنها بل نقصد الدين الصحيح المبني على الإقناع لا السلاح والمشاحنات فالدين الإسلامي كما في الديانات السماوية الأخرى مبني على عدم الإيذاء وعليه يتم ترسيخ هذا المبدأ إلى جانب تطبيق قواعد الديمقراطية والحرية المبني على الحوار السلمي بين جميع الأطراف.

باعتبارك رجل أعمال ما الفائدة المادية من وراء هذه المحطات الفضائية التي يضمها المشروع؟

المشروع كمنظومة إعلامية متكاملة له هدفان الأول اقتصادي فكلما زادت نسبة المشاهدة زاد المردود الاقتصادي وخطة المشروع ليست لبث قنوات فقط وإنما ربطها بالكيبل التلفزيوني وخدمات التلفون والانترنت لكي تكون منظومة متكاملة تعطيك المبدأ الواضح في طريقة التعامل ثقافيا ودينيا وديمقراطيا وتجميعها معاً للخروج بها في برامج عدة.

أما الهدف الثاني فهو تحقيق السلام والحوار لتخفيف وطأة التطرف فحتى التطرف أصبح في داخل البيوت من صراخ وصوت عال وتعنت في الرأي وهو الأمر الموجود في الدول والأسرة العربية والغربية سواسية، كون التطرف أصبح سمة غالبة في البيوت اليوم.

يقال انك تبتغي من خلال هذا المشروع الربح المادي... ما تعليقك؟

ان يكون للمشروع هدف اقتصادي شيء بديهي فكل مشروع له مردود اقتصادي والذي يبنى على كثرة المشاهدين لقنوات المشروع والحمد لله الدراسات تبين انه سيكون هناك ملايين المشاهدين على المستوى الأرضي ككيبل تلفزيوني أو تلفوني أو انترنتي لأن المنظومة الإعلامية ستربطهم جميعا، أما المردود الآخر فهو إنساني بحت فمن طبعي ان أبادر وقد بادرت بهذا المشروع منذ عامين كتنفيذ وليس كتجهيز وفكر، ليساهم المشروع في تخفيف التطرف ورفع وتيرة السلام والعلاقات الحسنة بين جميع الأطراف.

هل أزعجك تقليل بعض وسائل الإعلام المحلية الاعتداء الذي وقع عليك انه مجرد حادث سرقة؟ ولماذا تم توصيف الحادث بهذا الشكل؟

للأسف حز بنفسي كثيرا أن يروج ان الاعتداء الآثم المدبر عليّ كان صدفة هدفها السرقة، فلا توجد صدفة في وضح النهار تستهدف فهد سالم العلي مع وجود آخرين وأنا لابس الجينز والآخرون يرتدون البدلات، ولا صدفة في استخدام سلاح وقناع وقفازات أمام عشرات الشهود، فالعملية كانت مدبرة وتأكيد تدبيرها منذ وقوعها حتى نقلي إلى المستشفى ووصول سفيرنا بفرنسا ووضعي تحت الحراسة المشددة إلى أن خرجت من المستشفى.

وعندما وقع الحادث بادرت القيادة السياسية بإرسال ضباط من الكويت اليّ في المستشفى وظلوا بجانبي حتى عودتي إلى أرض البلاد بسلام.

هل ترى أن سبب ذلك الاتهام ما حظيت به من استقبال جماهيري كبير؟

لا أريد أن أكون سيئ النية بل لنفرض حسن النية فمع وصول الخبر في البداية إلى الكويت يعتقد الناس أن الأمر سرقة لأن كثيراً من الكويتيين تعرض لسرقات في أوروبا خصوصاً في فرنسا لكن لم يكن منهم من دعي إلى قصر الاليزيه وقدم اليه اعتذار رسمي، وبأخذ حسن النية ان بعض وسائل الإعلام تعاملت مع الأمر على انه حادث سرقة ثم تغيرت الصورة بعد أن تم الإفصاح عن أركان هذه الجريمة الغادرة، فالعملية ليست سرقة فتلفوناتي ومحفظة نقودي عادت معي إلى الكويت ومن يرد السرقة فلا يترك مثل هذه الأشياء، والسلطات الفرنسية استوعبت هذا الموضوع عندما علمت أن هناك استهدافا لدرجة أن الطائرة الأميرية التي أرسلها صاحب السمو حفظه الله والتي أقلتني إلى الكويت انطلقت دون غيرها في موعدها رغم الإضراب الذي كان في مطار باريس.

متى تتوقع ان يبصر مشروعك الإعلامي وان يرى النور؟

المرحلة الأولى قد تم الانتهاء منها مثلما ذكرت والمرحلة الثانية الخاصة بعروض الشركات الخاصة بالمواقع والمقرات والتنظيم الإداري والمالي لها، وأتوقع أن يكون المشروع على الهواء في النصف الثاني من عام 2011.

لماذا التوجه إلى الخارج في استخدام الإعلام لنبذ التطرف والتعصب في الوقت الذي يعاني المجتمع من بعض المشاكل الدالة على التطرف والطائفية داخل المجتمع؟

المشروع الذي نتحدث عنه عالمي وستكون البنية التحتية للبث من الكويت وبالتالي سيتم ذكر اسم الكويت، ولا ننسى أن هناك قنوات ناطقة باللغة العربية معظمها صادر من الكويت ولا ننسى ان هناك قاعدة كبيرة تخدمها هذه القنوات في الدول العربية والإسلامية، لكن ما يدور على الساحة الكويتية منذ وقت طويل، ذكرت في مقالات سابقة أن وسائل الإعلام الكويتية يتم الاستحواذ عليها ليس بهدف الربح إنما لتجهيز لمعارك مقبلة.

معارك بأي معنى؟

كل يوم نعيش على معارك إعلامية بين عدة أطراف ويدور الكر والفر وتنتهي وكأنها لم تبدأ.

من الذي يحاول الاستفادة من الإعلام في ظل هذه الأوضاع؟

في الكويت من السهل حل هذه الأمور إذا كانت النية صافية لأن الإعلام يدار من قبل أشخاص معدودين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، أما في خارج الكويت نحن نتكلم عن آلاف يديرون الإعلام ولكي نصل إلى هؤلاء الأشخاص لتأييد المبادرة فسيكون هناك تعب أضعاف ما تبذله داخل الكويت، فأي مشكلة إعلامية في الكويت من السهل حلها.

أين دوركم في حل المشكلات الموجودة على الساحة؟

كمواطن كويتي من أبناء الأسرة لدي طريقان للتدخل في هذا الموضوع الأول باعتباري رئيس اتحاد القنوات العربية الخاصة واتصلنا بمجلس الأمة ووزارة الإعلام وطلبنا منهم المشاركة كاتحاد بخبراتنا لتوحيد الحرية الإعلامية وضوابطها وللأسف لم نجد نتيجة.

أما كابن أسرة أطالبها دوما باعتبار أن الحرية الإعلامية كفلها الدستور الذي يمثل عقداً بين الحاكم والمحكوم أن يكون لدينا حرية تامة في النقاش عما يدور داخل الكويت لكن ليس معنى الحرية الفوضى، ومن السهل حل الفوضى بحلول سريعة وحاسمة دون اللجوء للنيابة والقضاء والتعلل بأننا دولة مؤسسات كلما حدثت مشكلة، صحيح أننا دولة مؤسسات لكن لا ننسى أن الكويت دولة أبوية وصاحب السمو حفظه الله رب الأسرة ورمز الكويت كلها وينظر له كأب للجميع قبل أن يكون حاكما.

لكن هناك قانوناً يجب أن يحترم من قبل الأفراد والمؤسسات الإعلامية وان يلتزموا به ويكون حدا فاصلا بينهم؟

صحيح لكن هناك العديد من القضايا المرسلة للنيابة بآلاف وحينما تلجأ للقضاء كصاحب حق عليك الانتظار من 3 إلى 5 سنوات، وأنا أرى أن يعطى أصحاب الحقوق حقوقهم أبدى من تطبيق القانون، ليس على قاعدة التسويات إنما لأن الكويت لا تتحمل شق النسيج الاجتماعي.

لماذا الحديث عن الفتنة والنسيج الاجتماعي في كل حادثة، فهل المجتمع بهذه الهشاشة حينما يتحدث شخص واحد عن قضية معينة؟

رأيي كمواطن أن ما يدور في الكويت هو انخفاض مستوى الثقة في الأداء الحكومي فأصبح المواطن لا يثق في حكومته ليس كأشخاص إنما كأداء فالحكومة توعد في الصحف وأمام الواقع المحصلة صفر خصوصاً ما يتم ذكره على لسان مصادر موثوقة ومطلعة دون تسمية المصرح وكأننا نعيش في دولة ثورية تنخرها الفتن، والحمد له نحن دولة مستقرة سياسيا واجتماعيا.

اذاً أين المشكلة؟

المشكلة في اختلاق المشاكل التي يستفيد منها كثير من الناس لا القليل ونلاحظ ان كثير من المشكلات تخلق اليوم وتنتهي وكأنها مسحت تماما ولا تجدها إلا في وسائل الإعلام القديمة فأصبحنا نعيش على صفيح ساخن، وإذا ارتفعت وتيرة التطرف لا يشعر المواطن بقيمة بلده أمام الآخرين، فيجب أن نعيد حساباتنا في الكويت ونؤكد أن الحل ليس في خلق المشاكل إنما في منعها من خلال المبادرة والحسم والقوة بتضافر الجهود والترابط وتقوية أعمدة البيت.

هل ترى أن المشكلات التي تعاني منها الكويت مفتعلة؟ ومن يقف وراءها؟

ربما تكون حقيقية ويتم تضخيمها وربما العكس وربما يتم خلق المشكلة لإلهاء الناس عن مشكلة أخرى فأصبحنا نعيش في بيئة ننام على مشكلة ونستيقظ على أخرى مع ملاحظة أن من يختلق المشكلة يتضرر منها كما سيتضرر منها الآخرون وخلق هذه المشكلات سيقضي على ثقة المواطن في حكومته وسيضر لأخذ حقوقه باليد وفق شريعة الغاب.

كيف تقيّم أداء الإعلام في الوقت الحالي؟ وهل تعتقد أن هناك حفاظا على هامش الحريات في الكويت؟

- من يقول انه لا توجد حريات في الكويت غلطان فالحريات موجودة لكن الاختلاف يكون على هامشها فانتقاد العمل متاح للجميع والإعلام الكويتي رائد على مستوى المنطقة لكن بكل أسف عندما أراد أن يتجمع بدأ يفقد حريته السابقة ويوجه بان يكون مفتوحا للجميع، فالوسيلة الإعلامية مفترض انها لخدمة الكويت وليست ضدا أو مع احد والجميع متاح له أن يكتب ويقدم وينتقد بكل حرية.

حتى ولو كان هذا الرأي لنقد أدائك؟

نعم فانا من خلال «الراي» أعلن استعدادي لتقبل أي نقد يوجه لي بوجهي ومستعد ان انشر له نقده في الجريدة أو القناة اللتين امتلكهما، لأنني أعتبر الانتقاد وسيلة لاستيعاب الصواب من الخطأ وأشكر كل من ينتقدني لكي أتبين وإذا انتقدني بطريقة غير بناءة استطيع تقييم هذا الشخص والاحتراس منه مستقبلا.

ما رأيك في خطة التنمية الحكومية؟ وهل قابلة للتنفيذ؟

هذا سؤال صعب للغاية لأنني لا أعرف ما تم انجازه أم لا، وكذلك اعتبر نفسي من الناس الضائعة بين التصريحات والميدان والواقع وعدم حسم تمويل الخطة.

ألم تلمس تحقيق شيء من الخطة؟

استغرب من كيفية تنفيذ الخطة رغم عدم الاتفاق على مصدر تمويلها، وفي الوسيلة الإعلامية المقبلة هناك فريق إعلامي متكامل لمتابعة خطة التنمية لإعلام الناس تفاصيل وحقيقة خطة التنمية كما هي وليس وفق ما تصدر من تصريحات.

هل تقصد انك سترصد الخطة وتوضيحها للمواطنين؟

ليس رصدا إنما الإشادة بمن أنجز من الفريق الحكومي في الخطة وإبراز المقصرين منهم، وكمالك للوسيلة الإعلامية يهمني توصيل المعلومة الصحية للعامة.

كمواطن هل تتمنى نجاح هذه الخطة؟

وهل هناك من لا يتمنى لدولته عدم نجاح خطة تنميتها فمن يتمنى ذلك لا يحب بلده.

هل يمكن أن تساهم في دعم خطة التنمية إعلاميا؟

إذا كانت الخطة منفذة صحيحا سأكون أول من يقف معها ولكن إن لم تنفذ بحسب ما نعلم سنكون أول من يعلم للناس.

لكن هناك قلقا حقيقياً إذا ما فشلت الخطة أن تتراجع الكويت لمرحلة كانت تقدمت عليها في السابق، ما رأيك؟

في عام 2003 طرحت موضوع التنمية في أحد الدواوين كهدف لتوحيد الناس حكومة ومجلساً وشعباً غير أن خطة التنمية الآن نراها فرقت الناس ولم توحدهم، وان نجحت الخطة ستجمعهم أما إذا فشلت فسوف يكون المسمار الأخير في نعش الحكومة.

عند مناقشة الخطة في مجلس الآمة لم يعرف من المسئول عنها في حال نجاحها آو فشلها، برأيك من المسؤول؟

لماذا نبحث عن أشخاص ولا نبحث عن عمل جماعي فإذا كانت الخطة مناطة بشخص يديرها فهذا خطأ كبير لأن الأشخاص متبدلون فربط مستقبل الكويت برقبة شخص واحد أمر غير صحيح وان كان هناك عمل جماعي فيشاد بهم وان كان فشل فليبتعد الفريق لترك الساحة لمن يستطيع أن يقوم بالانجاز.

غلاء الأسعار من المواضيع المهمة لماذا هناك تباطؤ في فرض رقابة شديدة على تسعير المنتجات الاستهلاكية؟

أنا أعتبر الأمر مثل الميزان تزيد تذمر الناس مع قلة ثقته بالحكومة والعكس صحيح، وعملية التوازن بيد الحكومة ليس بتصريح وزير إنما وفق عمل المؤسسات، فموظف البلدية في السابق كان يستطيع إدارة البلد أن طبق القانون بالتساوي أما الآن فالموظف في الدولة يضرب ويعتدي عليه ولا يوجد قانون للثواب والعقاب الذي يحتاج إعادة ترسيخه، فمن يحسن في عمله يشكر ومن يسئ فليبعد فورا لا الانتظار حتى تصل الأمور إلى فضيحة وللمصلحة العامة.

هل تقصد الذي يشغلون الوظيفة العامة؟

كلامي للجميع حتى على الموظف الصغير، لأنه إن أدى عمله يستطيع الوزير أن يقول أن انجازاته حقيقية وليس وفق التصريحات للصحف دون الانجاز.

لكن لا ننسى انه يوجد قضاء عادل مستقل في الكويت يستطيع أن يأخذ المواطن عبره حقه؟

مطالبة الحكومة باللجوء إلى القضاء اعتبره ضعفا، فهناك قانون للخدمة المدنية يعاقب الموظف قبل الحديث عن القضاء في حال اتخاذ إجراءات صحيحة، وأناشد «الراي» أن تضع نسبة قضايا التعسف الإداري خلال آخر سنتين لنعرف أن الموظف الحكومي يلتفت يمينا ويسارا، ومن يطبق القانون مغلوب عليه وان من يميل عن الصواب محبب عند الآخرين وهذا وضع غير صحيح بالمرة.

عدم تطبيق القوانين أوصل الأمور للازمات كما حدث في مشكلة الرياضة، كيف تقيم هذه القضية وتشريع قوانين من مجلس الأمة وعدم تنفيذها من قبل الحكومة؟

الرياضة جزء صغير مما يدور في الكويت فالرياضة مشكلتها عدم وجود قرار حكومي حاسم واضح، فهل نريد تطبيق القانون على الجميع أم لا.

هل هناك خيار بعدم تطبيق القوانين؟

عندما يطبق القانون على الجميع سيستريح الجميع لكن إن نطبقه على شخص دون الآخر سيقل مستوى الثقة في الجهاز الحكومي والحل يكون من خلال تطبيق القانون على الجميع بكل شفافية وحيادية بالتساوي على الجميع.

كيف ترى مشكلة إعادة طرح قانون إسقاط فوائد القروض والحل الحكومي في صندوق المعسرين؟

إذا كانت لوائح المجلس تسمح بإعادة طرح القانون مجددا فلا مشكلة في ذلك وان كان لدى الحكومة أغلبية لرفضه فأيضا لا توجد مشكلة.

هل تعتقد أن هناك أغلبية؟

أعتقد ذلك، فهناك أغلبية للحكومة في هذه القضية وغيرها لكني اعتبرها نقمة عليها لأنها تخسر كل يوم بعض من يقف معها بسبب ضعف قرارها.

لكن الحكومة تتغنى بالنواب الذين ساعدوها في مواجهة الاستجوابات السابقة؟

الاستجوابات ليست للحكم على ثقة الناس في الحكومة، وفي الكويت لا توجد أحزاب أو شيء متفق عليه لذا فالتصويتات تتغير بين ليلة وضحاها، خاصة وان السياسة لا تحكمها قواعد ثابتة، وان لم تنهض الحكومة وتنفض عنها الغبار وأنت تسير بالعمل الذي يطمح فيه الشعب لا التمسك بالأغلبية النيابية لأنها بعد فترة تعود إلى قواعدها التي تهمها أكثر من القرار الحكومي لان هذه القواعد أوصلتهم للمجلس.

ماذا تقصد بنفض الغبار، ألم تعمل الحكومة بما يريده الشعب؟

إذا أردت أن تعرف ذلك قم بعمل استبيان وسبق أن سُئلت ورددت أنني واحد من أبناء الشعب الكويتي وإذا كان الشعب غير راض عن أداء الحكومة فهل أخالف الشعب؟، فالمشكلة أننا أصبحنا نفرق بين الشخصية وأدائها لكننا نتكلم عن أداء الحكومة وحل المشكلات من مرور وصحة وتعليم وقضية البدون.

هل أنت غير راض عن الحكومة لأنك أصبحت خارجها؟

كنت رئيسا لهيئة الزراعة والثروة السمكية والحمد لله المكان الذي كنت فيه لبيت فيه كل طموحي واترك للشارع الكويتي والجهات الرسمية تقييمي في هذه المؤسسة، وكلامي عن الحكومة وأنا لست منها وان كنت منها وأداؤها ضعيف لابتعدت واعتذرت بكل احترام وتقدير.

ألا تطمح من خلال عملك السياسي ولقائك مع المواطنين ومؤسساتك الإعلامية التي تنوي افتتاحها أن تتبوأ منصبا سياسيا؟

تبوئي منصباً سياسياً بيد صاحب السمو أمير البلاد، لكن لا يوجد شخص ليس لديه طموح ومن ليس لديه طموح لن يتعب ويبادر ويجاهد، فالطموح مثل شريان الحياة، ان فقدته فقدت هدفك في الحياة.

هل تعتقد انه خلال ممارستك العمل العام والسياسي خُلقت لك خصوم؟

أنا اعتبر انه ليس لي خصوم وان كان من يعتبرني خصما له فهذا شيء يعود له فانا لا انظر للآخرين كأعداء والحمد لله فمن يرد أن يخدم بلده فهو أخ لي وأنا موال له.

لماذا يعتبر البعض انه على خصومة معك؟

يسأل هذا الشخص في ذلك لكني ليست لي خصومة معه.

برأيك ما الطريقة المثلى لحل الأزمات المتعددة لكي نرضي المواطن الكويتي؟

تجب إعادة ترتيب الأوراق عامة، وأول خطوة ان نحسن النية ثم إعادة ترتيب البيت والأسرة والعمل السياسي، أصبحنا في مرحلة من التفكك المجتمعي الذي بنيت عليه الكويت من 350 سنة ويؤدي ذلك لمزيد من التفكك وانفصال النسيج الاجتماعي الذي إذا انفصل يستحيل استعادته فنحن في فرصة أخيرة وما زلت اذكر كلام النائب الأول لرئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك إن السكين وصل إلى العظم، فنحن نحتاج إلى إعادة ترتيب أعمدة الكويت ومزيد من التعاون بين أفراد الأسرة والطرح المبني على الشفافية من دون وسيط أو أي مغرضين أو منافقين لتفريق أبناء الأسرة، وإعادة لحمة النسيج مرتبط بإعادة ترابط الأسرة مما كانت عليه.

بماذا تنصح المواطن الكويتي هل تعده بإمكانية حل المشاكل؟

الحادث الغادر الذي وقع عليّ في فرنسا بين لي أشياء كثيرة أن صاحب السمو وتواصله معي بان الأسرة ما زال فيها الخير وولي العهد وسمو رئيس الوزراء والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية في تفاعلهم مع هذا الاعتداء وخوفهم علي يبين انه ما زالت في الأسرة مقومات ممكن أن تعيد لم شمل الأسرة لتعود قوية وعندها سيرى الشعب حكومة أخرى لديها القدرة على العمل ما دامت الأسرة ملتحمة مع بعضها البعض، وأنا كابن لهم أتمنى ان يعيدوا لم الأسرة لأن استقرارها من استقرار الكويت.