الكويت دخلت نفقا مظلما..والحكومة لا تلبي تطلعات الشعب

 
2011-06-22 18:48:52

رويترز - قال الشيخ فهد السالم العلي الصباح أحد أعضاء أسرة الصباح الحاكمة في الكويت انه يتعين تسريع وتيرة الاصلاحات السياسية في البلاد بدءا بتنحية رئيس الوزراء الكويتي الحالي الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصياح.

وقد أقدم الشيخ فهد وهو من الاعضاء البارزين في أسرة الصباح وابن رئيس الحرس الوطني الكويتي على خطوة نادرة في وقت سابق من الشهر الجاري بانضمامه الى المحتجين في تظاهرة ضد رئيس الوزراء الشيخ ناصر.

الا ان الشيخ فهد لا يتولى اي منصب حكومي في الوقت الراهن ويملك صحيفة المستقبل وقناة مباشر التلفزيونية، وكان الشيخ فهد من بين الاسرى الكويتيين خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990 .

وقال الشيخ فهد لرويترز في قصر قرطبة في مقابلة بالعاصمة الكويتية "نحن في الكويت متجهين الى نفق مظلم ولا أرى نورا في نهاية النفق." واضاف انه خرج مع المتظاهرين "لايماني بعدالة مطالبهم وحقهم في التعبير."

وقال الشيخ فهد وهو يجلس في احدى ديوانيات القصر "واذا لم يجد صاحب القرار الشخص المناسب من داخل الاسرة يختار من أبناء الشعب."

وأكد الشيخ فهد انه يتعين على الحكام العرب ان يعوا الدرس بعد الاطاحة برئيسي مصر وتونس في انتفاضتين شعبيتين مشيرا الى ان المحاولات المتواضعة للاصلاح لا تكفي.

واضاف الشيخ فهد "هناك محاولات للتغيير لكن اي حاكم يريد ان يستمر ويحافظ على مستقبل بلده يجب ان يبدأ بالتغييروعصر الوصاية انتهى والشعب هو الذي يفكر ويختار مصيره."

والكويت رابع أكبر مصدر للنفط في العالم وبها واحد من أكثر برلمانات المنطقة تمتعا بالحرية الامر الذي تمخض عنه عدد من الاستقالات وتعديلات حكومية كان اخرها استقالة نائب لرئيس الوزراء وهو ايضا عضو بارز في أسرة الصباح الحاكمة.

وتشير موضوعات وردت في عدة صحف محلية الى ان وجود خلافات بين عدد من كبار اعضاء الاسرة الحاكمة بمن فيهم رئيس الوزراء يتسبب في عرقلة الحياة السياسية.

وقال الشيخ فهد الذي رأس بين عامي 2001 و2006 الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية "الحكومة غير قادرة على تلبية 10 في المئة من تطلعات الشعب الكويتي." وفيما يتعلق بوجود صراعات داخل أُسرة الصباح قال "الصراع الموجود هو شماعة يعلق الناس عليها سوء الادارة الحكومية وعندما تفشل في تحقيق مطالب الناس تعلق ذلك على الخلافات داخل الاسرة والسبب الرئيسي هو ضعف الاداء الحكومي."

وعلى الرغم من وجود برلمان منتخب في الكويت الا انها تحظر قيام الاحزاب السياسية وتسمح بوجود كتل سياسية فضفاضة. الا انه رغم ذلك تعتبر الكويت أكثر تقدما من دول خليجية اخرى مثل السعودية والامارات والبحرين.

ويتمتع مجلس الامة الكويتي المؤلف من 50 عضوا منتخبا بحرية استجواب اعضاء الحكومة وانتقاد ادائهم علاوة على الواجبات التشريعية الأخرى.

وأعرب الشيخ فهد ايضا عن تأييده للمحتجين في البحرين وقال "انا مؤيد لمطالبات البحرنيين 100 في المئة في الاصلاح السياسي والاجتماعي والمساواة لكنني أرفض التدخل الخارجي وسبق ان رفضت هجوم الحوثيين على السعودية ومن حق الشعب البحريني ان يحصل على حقوقه بالوسائل السلمية دون تدخلات اقليمية سواء من السعودية او ايران اوتركيا."

مواقف عديدة اطلقها الشيخ فهد سالم العلي الصباح في مقابلته مع رويترز، أبرزها دخول الكويت في نفق مظلم من دون ان يرى نور في هذا النفق.

فالكويت، برأي الشيخ فهد، "تمر في مرحلة صعبة من مراحل تاريخها وهي المرحلة التي استشرى فيها الفساد والمحسوبية واستشرى فيها كثر المتزلفين والمنافقين وتم ابعاد أصحاب الكفاءات".

أما الحكومة كما يقول الشيخ فهي "غير قادرة على تلبية حتى 10% من تطلعات الشعب الكويتي، فالطريقة الوحيدة لإلهاء الناس عن الموضوع الاساس هو التعليق على شمّاعة الخلافات داخل الأسرة وللأسف الأسرة دائما شمّاعة لأي سوء إدارة".

ولم يسلم مجلس الامة من انتقادات الشيخ فهد الذي رأى أن هذا المجلس فشل فشلا ذريعا كدور رقابي وكدور في تصحيح مسار الحكومة "لسبب أن الحكومة لديها الأغلبية في مجلس الأمة، لذلك وسائل الرقابة مقيدة. فكل مسؤول عندما يعرف أن أحدا لا يستطيع مساءلته بغير الكلام سيتمادى في خطئه".

وسأل الشيخ "الآن المشاكل التي حصلت والهدر الذي حصل في الكويت، لم يحاكم أحد؟ أين الرقابة؟ الرقابة ليست في الكلام بل في تنفيذ الحكم وكل مسؤول في كل أنجاء العالم، عندما يكون واثقا بأن هناك جهات تراقبه ويمكن أن يتعرض للمحاسبة فسيفكر 20 مرة قبل إقترافه أي خطأ".

وفي ما خص الربيع العربي وطريقة تعاطي الحكام الخليجيين معه اشار الشيخ فهد الى ان أن "أي حاكم عربي يريد أن يستمر ويحافظ على مستقبل بلده يجب أن يبدأ بالتغيير كعقلية أو مفهوم ما يريده الشعب وليس ما يريده هو. عصر الوصاية والوكالة إنتهت والشعب هو الذي يفكر والذي يختار مستقبله ومصيره ويجب أن يأخذ الشعب الأحقية في الإختيار. هناك محاولات ولكن غير كافية ولا تلبي طموح الشعوب العربية وخاصة الخليجية".

وكشف انه طلب من أسرته المبادرة في الإصلاح والتغيير "ليذكر التاريخ لأسرتنا بأنها بادرت ولا يذكر بأنه فرض عليها التغيير. ما نمر فيه الآن في المنطقة العربية، لا يوجد أحد في الدول العربية كائنا من كان لن يمر عليه تيار التغيير، ولكن من هو الذكي ومن يريد أن يكون في تاريخ بلده هو الذي يبادر بمبادرة بإقتناع منه بدل أن يفرض عليه التغيير وهذا مهم جدا. عندما أتكلم بإسمي أنا أخاف على نفسي وعلى مستقبل ابنائي كما أخاف على أسرتي ومستقبل أبنائي".

واذ اعرب الشيخ فهد العلي عن استيائه من الخلاف السني- الشيعي، شدد على ان هذا الخلاف هو من الاشياء الخطيرة جدا على مستقبل الكويت "فأنا تربيت في بيئة لا تفرق بين الناس في أفكارها ومعتقداتها ومرجعياتها أو خلفياتها السياسية. أسرة الصباح حكمت الكويت كجهة محايدة لا تفرق بين الجميع وتتعامل معهم بحيادية ولكن هذه الأمور التي تربينا عليها قد انحرفت للأسف بسبب سوء الإدارة الحكومية في الكويت ومحاولة إستقطاب التجاذبات السياسية والتيارات السياسية واصبح أبناءالأسرة يتنافسون في من يستقطب التوجه الفكري أو الطائفي ويكون بجابنه وخرجنا عن حيادية أبناء الأسرة الذين يتعاملون مع الجميع بحيادية، وأصبح الواحد يرجح كفة على أخرى وهذه خطيرة جدا لأن أي بلد يحصل فيه إختلاف عقائدي سيؤدي إلى عواقب وخيمة يخسر فيها الجميع".

واستحوذ "البدون" على حيز من مواقف الشيخ فهد السالم الذي اكد ان هذه القضية "أخذت حيزا من نقاشاتنا التي ناقشنا فيها مع المنظمات الإنسانية، ووسائل الإعلام التي يملكها فهد سالم العلي هي الأكثر شفافية في ما يتعلق بهذا الموضوع وفي أخذ آرائهم وأفكارهم وكان لي رأي واضح في الموضوع ومستمر على ما هو عليه بأن مشكلة البدون مشكلة مصطنعة والمفروض أن يتم حلّها من سنوات طويلة ونتمنى أن نترك الماضي ويتم حل هذا الأمر".

وجدد الشيخ فهد العلي موقفه المؤيد للمطالب الشعبية في البحرين والرافض للتدخل الخارجي في شؤونها وقال "ازمة البحرين، بدأت بمطالبات شعبية وانتهت بتدخلات دول مجاورة ومطالب الشعب أنا أويدها 100% في الإصلاح  السياسي والوضع الإجتماعي والمساواة والعدل إنما بين الشعوب وحكامها ولكن التدخل من الخارج أنا لا أؤيده ولا اقبل فيه".

وإليكم نص الحوار مع الشيخ فهد سالم العلي:

س: معالي الشيخ فهد سالم العلي، حضرتك من فترة ربحت رقما على الساحة السياسية في الكويت إعلاميا وسياسيا، لو بدأنا في موضوع حوار الحضارات وتصدي حضرتك لإنشاء المركز والمؤتمر الكبير الذي كان في الكويت لكن ملاحظتنا أنه لم تكن هناك شخصيات عربية فيه، لماذا؟

ج: سُئلت عن هذا السؤال في المؤتمر الصحافي في مؤتمر "الأرض" في الكويت، والمشاركة كان أغلبها من نادي مدريد الذي يتكون من رؤساء سابقين ورؤساء حكومات سابقين وشروط الإنضمام لهذا النادي أن يكون رئيس الحكم منتخب شعبيا، فنحن في العالم العربي من النوادر أن نجد شخصا تنطبق عليه هذه الشروط. الشيء الثاني أن العالم كله إجتمع في الكويت على مبدأ أولي وهو فتح بوابة ليعرف الشعب العربي أن هناك من هو مهتم بما حصل في بلاده، ووجود الرؤساء والشخصيات العالمية التي لم تزر الكويت قبل هذه المرة، إلا شخص واحد، كلهم لا يعرفون عن الكويت غير ما يسمعونه في وسائل الإعلام ومن خلال الإنترنت وخلافها، وعندما حضروا إلى الكويت، وعندما رأوا الكويت ورأوا أسلوب وثقافة المواطن الكويتي وتعامل الشعب فيما يتعلق بالجنسين والحرية وغيرها، دُهشوا وقد لمست هذا الأمر، لأنهم كانوا يجهلون أن الكويت بهذا المستوى. كان المؤتمر هو الأول في الكويت وسميناه "المؤتمر الدولي الأول" وهذا فتح البوابة. ونحن دائما العرب لا نقفز في السفينة إلا بعد أن نعرف أولا من هم على متنها ومن داعمها وإلى أين إتجاهنا، فبدأنا إعلاميا وفي المرحلة القادمة الثانية سيكون هناك مشاركة عربية وبدأت المشاركات تردنا من الآن بعد إنتهاء المؤتمر وسنلبي هذه الطلبات.

س: معاليكم، بالإضافة إلى حوار الحضارات هناك إهتمام بقضية حقوق الإنسان وواضح أن هناك تصور وإهتمام، لكن نلاحظ أن قضية البدون وهي قضية لها إهتمام عالمي لا تأخذ الحيز الكافي من توجهكم أو خطابكم الإعلامي

ج: كلا، بالعكس، فكل مشكلة في الكويت لها جانب من التحركات التي نقوم بها وموضوع غير محددي الجنسية أو ما يُسمّى في العامية "البدون" أخذت حيزا من نقاشاتنا التي ناقشنا فيها مع المنظمات الإنسانية، ولو ترى في وسائل الإعلام التي يملكها فهد سالم العلي فهي الأأكثر شفافية في ما يتعلق بهذا الموضوع وفي أخذ آرائهم وأفكارهم وكان لي رأي واضح في الموضوع ومستمر على ما هو عليه بأن مشكلة البدون مشكلة مصطنعة والمفروض أن يتم حلّها من سنوات طويلة ونتمنى أن نترك الماضي ويتم حل هذا الأمر.

س: على أي قاعدة؟

ج: على قاعدة أن من ينطبق عليه القانون يعيش مثله مثل أي مواطن آخر.

س: ما تقييمكم للوضع السياسي في الكويت؟

ج: للأسف، أقولها شخصيا أننا متجهون إلى نفق مظلم ولا أرى أن هناك نور في هذا النفق.

س: ما الإصلاحات التي تراها ضرورية حاليا لإصلاح الوضع السياسي الكويتي؟

ج: الكويت تمر في مرحلة صعبة من مراحل تاريخها وهي المرحلة التي استشرى فيها الفساد والمحسوبية واستشرى فيها كثر المتزلفين والمنافقين وأبعد أصحاب الكفاءات وبتنا نعيش في بلد ميزاننا الحب والبغض، فإذا أحببتك رفعتك إلى فوق حتى وإن كنت أردأ الأشخاص وأنزلتك إلى القاع إذا بغضتك حتى لو كنت من أشرف الأشخاص والكفاءات. نحن نعيش في هذه البيئة التي أتمنى من كل قلبي أن يسهل الله على الكويت ويبعدها عن هذه البيئة السيئة التي نعيش فيها الآن حيث أصبحت المادة كل شيء في المجتمع الكويتي.

س: هل هناك خطوات محددة؟

ج: لدينا قوانين كثيرة في الكويت ولكن من يطبقها؟ عندنا قانون المال العام من سنة 1991 إلى الآن لم يطبق بشكل صحيح واختلال الموازين الموجودة وعدم تطبيقها هو الحاصل ولا بد أن نعود إلى نقطة أساسية وهي أن يكون هناك رغبة بالإصلاح والتغيير حتى لو بدأت بشخص واحد. الصوت اليوم يبدأ منخفضا لكنه سيرتفع.

 س: معاليكم، في الفترة الأخيرة كان لكم تحرك غير مألوف بالنسبة لمنطقة الخليج، الشيخ فهد سالم العلي، إبن أسرة الصباح، خرج من ضمن المتظاهرين المطالبين بإقصاء رئيس الوزراء وهو من أبناء عمومك ومن الأسرة، هل هذا تحرك شخصي أم بإتفاق مع بعض أفراد الأسرة، أم أنك تقف وراء هذه التحركات؟

ج: أولا أنا لا أقف وراء أي تحركات وأنا جزء منها لأنني أؤمن بحق أي مواطن بإبداء رأيه وليس من طبعي أن أتخفى خلف الكواليس وأبدأ بتحريك الأمور كما يجري في الكويت اليوم. أنا لا أتخفى وأنا شفاف برأيي وبأعمالي وبفعلي وعندما أقول أنني أؤمن بالآراء بالتغيير فأنا أشارك معهم في هذا الرأي وكذلك لا يجب أن ننسى أن وجودي مع التجمع كان لإيماني بحقهم بالتغيير وكراقبة وعنصر تهدئة لعدم الإحتكاك والحمدلله كان وجودي عاملا مهما في ذاك اليوم.

س: ألا تخشى أن تتطور هذه الإحتجاجات ولا تصبح موجهة لسمو رئيس الوزراء فقط ولكنها تتوجه للأسرة بكاملها؟

ج: للصراحة، ودون مجاملة، هذا الكلام الذي تسأله جاوبت عليه منذ أكثر من سنتين وطلبت من أسرتي وبيتي المبادرة في الإصلاح والتغيير ليذكر التاريخ لأسرتنا بأنها بادرت ولا يذكر بأنه فرض عليها التغيير. ما نمر فيه الآن في المنطقة العربية، لا يوجد أحد في الدول العربية كائنا من كان لن يمر عليه تيار التغيير، ولكن من هو الذكي ومن يريد أن يكون في تاريخ بلده هو الذي يبادر بمبادرة بإقتناع منه بدل أن يفرض عليه التغيير وهذا مهم جدا. عندما أتكلم بإسمي أنا أخاف على نفسي وعلى مستقبل ابنائي كما أخاف على أسرتي ومستقبل أبنائي.

س: ما حقيقة ما يثار حول صراع يدور داخل أجنحة أسرة آل صباح؟ وإذا كان هذا صحيحا من هم في خلاف؟

ج: الصراعات إذا كانت مبنية على الطموح فأنا أتوقع ألا تؤثر على الكويت كما هي متأثرة الآن وأنا جازم بإعتقادي بأن الصراعات أو ما يسمى الصراعات هي شمّاعة يعلق عليها الناس سوء الإدارة وعندما تسوء الحكومة بإدارتها ولا تستطيع أن تنفذ تطلعات الشعب ومستقبله في بلد مستقر وآمن بتعليمه وصحته وثقافته تعلّق الشمّاعة على خلافات الأسرة ولكن أثق 100% أن خلافات الأسرة ليست هي السبب إنما السبب الرئيسي هو ضعف الأداء الحكومي.

س:  ولكن بعدما قدم الشيخ أحمد الفهد استقالته، كان هناك كلام كثير عن أن كل هذا بسبب أن الشيخ ناصر محمد هو الذي كان وراء الموضوع الإستجواب والإستقالة فظهرت للعلم أن هناك خلافات يمكن أن تكون موجودة بين الاسرة الحاكمة، يمكن لوجود طموحات سياسية بعد ذلك.

س: أنا أعتقد من طرح موضوع خلافات الاسرة يريد أن يلهي الناس عن موضوع فشل خطة التنمية وضعف الحكومة في أدائها. هل خلافات الأسرة صرفت نصف أو 40% من خطة التنمية ولم نراها على الواقع؟ هل خلافات الاسرة بعدم تنفيذ خطة التنمية؟ هل خطة الأسرة سببت بضعف التعليم والصحة وكل مناحي الحياة في الكويت؟ لا خلافات في العمل اليومي وأنا أعتقد أن الحكومة غير قادرة على تلبية حتى 10% من تطلعات الشعب الكويتي، فالطريقة الوحيدة لإلهاء الناس عن الموضوع الاساس هو التعليق على شمّاعة الأسرة وللأسف الأسرة دائما شمّاعة لأي سوء إدارة.

س:  برأيكم لماذا فشل الشيخ ناصر محمد في إدارة الحكومة؟

ج: نحن لا نتكلم عن الفشل بل على القدرات، وأنا طرحت هذا الكلام بأن من لا يستطيع أن يدير أو يلبي المهام والواجبات عليه، فيجب أن يتنحى ويترجل كالفرسان، فلا نستطيع أن نبقى نشاهد 350 سنة حكم بطرف الميزان والطرف الثاني من الميزان بشخص واحد، بعد 7 حكومات إلى الآن، وفشل 7 حكومات والإستجوابات تتوالى وهي لا تأتي من فراغ بل من أخطاء فهذه الأخطاء يجب أن نتداركها ولكن أولوياتنا للأسف إخفاء الأخطاء بدل حلها، وهذه المشكلة عندنا وهذا ما يجعلني أقلق بأن ما نراه الآن أن المسار الذي نتجه إليه، ونحن نعرف أنه سيودي بنا إلى نقطة لا نستطيع أن نتراجع فيها، نستمر فيه رغم أننا نعرف أنه خطأ.

س: من تراه البديل المناسب للشيخ ناصر محمد؟

ج: لا أحب كلمة "من هو البديل"، فكيف نستطيع أن نحكم على رئيس حكومة؟ لنحكم عليه يجب أن نجربه، إما رئيس تدرج في المناصب الحكومية وكسب الخبرة والإمكانيات ووصل إلى رئاسة الحكومة والشعب يكون يثق بأنه يستطيع أن يلبي طموحاته لأنه لبى طموحاته السابقة، أو نسير بالطريقة التي اقترحتها أنا وهي أن نجرب رئيس الحكومة لمدة 4 سنوات بجدول زمني، فإذا نفذه فهذا جيد وإذا لم ينفذه فهناك كثير من أبناء الأسرة الذين يستطيعون أن يقوموا بالواجب عليهم كرؤساء حكومات وإذا لم يجد صاحب القرار من لديه القدرة من أبناء الأسرة ليكون رئيس حكومة ويلبي طموح الشعب الكويتي، فأختار أن يختار من خارج الأسرة.

س: هناك بعض الناس التي ترى أن حالة من حالة الإحتقان، إعادة دمج ولاية العهد مع رئاسة الوزراء ما رؤيتك لهذا الموضوع؟

ج: إنتهى مع التاريخ والدمج لا يعود. والدمج هو خطأ كبير. ولي العهد هو الحاكم الجديد أو الأمير القادم ورئيس الحكومة ينفذ سياسة الدولة ولديه برنامج سنوي وبرنامج كل 4 سنوات وهو معرض لإنتقاد وطرح الثقة والإستجواب وعدم التعاون كما يحصل الآن، فكفانا تجريحا وكفانا مساسا بسمعة الأسرة ونكتفي بفصل الأمرين ونخيّر من يستلم هذا المكان بأنه أمام واجهة إنتقادات، فإما يجيد العمل أو يخرج بنفسه وخلال هذه المدة إن لم يخرج بنفسه أو لم يجد العمل نستطيع أن نبعده نختار شخصا آخر ونقول أن هذا إختيار صاحب السمو الذي له الحق الأول والأخير في الإختيار وأن يجرب غيره ليستطيع أن يتبنى الشعب. إذا لا يوجد برأي صاحب القرار أي شخص يستطيع ان يلبي طموح الشعب الكويتي في مستقبل آمن وواضح، يختار من يراه مناسبا والمهم عندنا تلبية طموح الشعب.

س: ما نفهمه من كلامك أن أي رئيس وزراء حتى لو كان من ذرية الشيخ مبارك الصباح لن يكون له طموح لولاية العهد؟ أي أن رئيس الوزراء سيأتي وسيتعرض للتجريح والإستجوابات وبالتالي لن يكون له طموح أن يكون ولي عهد في يوم من الأيام.

ج: سأعطيك مثالا على الأمر، صاحب السمو الآن الشيخ صباح ألم يكن رئيس حكومة؟ هل تعرض لاستجوابات وتجريح؟ لماذا؟ حاول أن يحل المعوقات والمشاكل التي كانت موجودة لحين أصبح حاكم الكويت وأميرها، وبإجماع مجلس الأمة، والرئيس الحالي لا نستطيع أن نقول أنه تعرض لتجريح يمنعه من طموح أعلى. إذا لبى طموح الشعب فالشعب سيرفعه على أكتافه.

س: فكرة حضرتك في موضوع رئيس الوزراء من خارج الاسرة يجرنا إلى فكرة أن يكون الحزب الذي يحصل على أغلب الأصوات هو الذي يرشح رئيس الوزراء أو رأيك بشكل محدد في ما يمكن الحديث عن التحول إلى ملكية دستورية؟

ج: موضوع الاحزاب، في الوضع السياسي الملوّن الآن الموجود في الكويت، أعتقد أننا لم نصل إلى مرحلة إقرار الأحزاب وما يمر فيه العالم العربي الآن بموضوع الأحزاب والتجارب التي تمر علينا الآن في تونس ومصر واليمن، وهي كلها جمهورية أحزاب والمشاكل الموجودة والفساد والضغط وغيرها، يجعلني أعتقد أن الأحزاب لم يحن لها الوقت ولكن الدستور لا يمانع أن يتم التعيين من أي جهة أخرى والدستور لم يحدد بأن يتم إختيار رئيس الحكومة من ذرية مبارك، ويستطيع أن يتم إختياره من أي جهة أخرى، ومن يراه الأمير مناسبا لهذا المكان، وإن لم يكن هناك من الأسرة من يستطيع أن يحل مكان رئيس بعد 7 حكومات فالأولى أن يتم تجربة آخرين.

س: ما رأيك في ما يقال عن جمع أسرة الصباح بين الثروة والسلطة ومزاحمتهم للتجار؟

ج: هذا الأمر كان قديما ولكن مع التطور والتكنولوجيا وغيرها، فتغيرت الأمور، الآن أصبحت المساهمة في أي شركة تجمعن الإنسان تاجرا ومن المهم جدا أن نفصل ما بين العمل التجاري الحكومي والمنصب الحكومي. من يعمل في الحكومة لا يجوز له وممنوع عليه أن يمارس أي أعمال تجارية مع الحكومة سواء بصفته الشخصية أو بالنيابة عن أشخاص آخرين، إنما العمل التجاري المتنوع، كالعمل الإستثماري أو المساهمات في بنوك وشركات فهذا من حق كل شخص.

س: يلاحظ المراقب أن سمو رئيس الوزراء يتعرض لنيران صديقة، وأن هناك حملة تستهدف مشروعه السياسي، فهل هناك منهج للاستهداف السياسي لرئيس الوزراء؟ وهل معاليكم تطمح لموقع سياسي معين؟

ج: أولا، أنا أختلف معك إختلافا كبيرا، نحن ننظر لرئيس الحكومة كمشروع دولة الكويت وليس المشروع السياسي، ومن لديه مشروعا سياسيا فهو لنفسه ولكن أنا كمواطن عندما أرى رئيس الحكومة لا أنظر إلى من هو بالنسبة كغريب سواء دم أو علاقة أو مصالح مشتركة، إنما أنظر إليه كشخص وضع في هذا المكان لخدمة الشعب الكويتي، ولكي نخدم الشعب يجب أن يلبي طموحه وينفذ تطلعاته في تطبيق القانون والإصلاح السياسي والمالي والإداري وتطبيق المال العام وفي عدم إنتشار موضوع الهبات والهدايا وخلافه ونريد أن نبعد المشروع السياسي للفرد عن مشروع الدولة. والمشروع السياسي للفرد ومشروع الدولة عندما يتعارضان سأختار مشر وع الدولة.

س: نحن تحدثنا عن الحكومة كثيرا ولم نتحدث عن مجلس الأمة، ما هو تقييم الشيخ فهد سالم العلي لمجلس الأمة وهل أدى دوره في الرقابة التشريع؟

ج: للأسف كلا، وبالعكس أعتقد أن مجلس الأمة فشل فشلا ذريعا كدور رقابي وكدور في تصحيح مسار الحكومة لسبب أن الحكومة لديها الأغلبية في مجلس الأمة، لذلك وسائل الرقابة مقيدة. كل مسؤول عندما يعرف أن أحدا لا يستطيع مساءلته بغير الكلام سيتمادى في خطئه.

س: أليست هذه الديمقراطية والتصويت والأغلبية؟

ج: بالعكس، دستور الكويت وضع ميزانين، السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، وكذلك السلطة القضائية ووضع رئيس السلطات كلها الذي هو صاحب السمو، على رأس هذه السلطات كحكم، ولكن ما نراه الآن أن السلطة التنفيذية إستحوذت على غالبية مجلس الأمة وأصبحت الرقابة الفعلية معدومة وليس رقابة الكلام والمساومات وغيرها من الأمور، بل نتكلم عن الرقابة الفعلية أي المحاسبة. لننظر الآن إلى السنوات الماضية، لم تتم محاسبة أي مسؤول أو وزير أو أي عضو أو شخصية عملت في المجال العام، سواء في الأخطاء التي تسببت بهدر المال العام أو تلك المتعلقة بالتعسف الإداري أو سوء استخدام السلطة وخلافه. ما نراه الآن في العالم العربي وآخر حكم الذي صدر أمس على الرئيس التونسي السابق في حكم 35 سنة بسبب وجود بعض الأشياء في قصره عند هروبه، والسؤال الآن المشاكل التي حصلت والهدر الذي حصل في الكويت، لم يحاكم أحد؟ أين الرقابة؟ الرقابة ليست في الكلام بل في تنفيذ الحكم وكل مسؤول في كل أنجاء العالم، عندما يكون واثقا بأن هناك جهات تراقبه ويمكن أن يتعرض للمحاسبة فسيفكر 20 مرة قبل إقترافه أي خطأ.

س: ما تقييمكم لتجربة الكويت الديمقراطية مقارنة بدول الخليج الأخرى؟

ج: نحن في الكويت دولة ديمقراطية كما نعرفها وكما تربينا عليها هي دولة ديمقراطية بدستورنا وسحرية رأينا وبحرية طرح افكارنا ولكن هناك في الفترة الأخيرة ضرب لهذه الوسائل الديمقراطية من خلال تفريغ الدستور من محتواه، كما في موضوع ما حصل مع العضو فيصل المسلم، الذي هو تفريغ للدستور من محتواه، وتأجيل الإستجوابات وتحويل الإستجوابات وكلنا نعرف المستشار الذي حضر إلى الكويت لتعديل الدستور وعندما طرح هذا الموضوع لجس النبض في الشارع الكويتي وحصل على رفض كبير وضع هذا الموضوع جانبا وإتُجه إلى تفريغ الدستور من خلال البرلمان الذي تملك الحكومة الأغلبية فيه. نحن في الكويت رائدين في الديمقراطية ولكن للاسف نحن الآن نفرّغ الدستور من محتواه ومن ثم سنصبح آخر رقم في الديمقراطية.

س: هل تتحمل الحكومة ويتحمل سمو الشيخ ناصر المحمد منفردين هذه التجاوزات في الدستور؟

ج: هل تريد مستندات؟ سأقول لكن موضوع واحدا، العضو الذي جلب هذا المستشار المتخصص الدستوري وألقى محاضرات وزير دولة الآن، أليس هذا دليلا؟ أكتفي بهذا الموضوع.

س: معاليك، وأنت ترى الأوضاع في المنطقة ما مدى تقييمك للخلاف الذي يمكن أن يزداد بين السنة والشيعة في الكويت وهل تقلق من التجاذبات الموجودة في الفضائيات والصحف وتتخذ منحى طائفيا خاصة في بعض الإستجوابات؟

ج: هذه من الاشياء الخطيرة جدا على مستقبل الكويت. أنا تربيت في بيئة لا نفرق بين الناس في أفكارها ومعتقداتها ومرجعياتها أو خلفياتها السياسية. أسرة الصباح حكمت الكويت كجهة محايدة لا تفرق بين الجميع وتتعامل معهم بحيادية ولكن هذه الأمور التي تربينا عليها قد انحرفت للأسف بسبب سوء الإدارة الحكومية في الكويت ومحاولة إستقطاب التجاذبات السياسية والتيارات السياسية واصبح أبناءالأسرة يتنافسون في من يستقطب التوجه الفكري أو الطائفي ويكون بجابنه وخرجنا عن حيادية أبناء الأسرة الذين يتعاملون مع الجميع بحيادية، وأصبح الواحد يرجح كفة على أخرى وهذه خطيرة جدا لأن أي بلد يحصل فيه إختلاف عقائدي سيؤدي إلى عواقب وخيمة يخسر فيها الجميع.

س: هل تعتقد أن الحكام الخليجيين تعاملوا بطريقة صحيحة مع الربيع العربي أم هم لا زالوا متأخرين؟

ج: هناك محاولات قد اتخذت بالتطوير أوالتغيير أو المزيد من المشاركة ولكن أعتقد أن أي حاكم عربي يريد أن يستمر ويحافظ على مستقبل بلده يجب أن يبدأ بالتغيير كعقلية أو مفهوم ما يريده الشعب وليس ما يريده هو. عصر الوصاية والوكالة إنتهت والشعب هو الذي يفكر والذي يختار مستقبله ومصيره ويجب أن يأخذ الشعب الأحقية في الإختيار. هناك محاولات ولكن غير كافية ولا تلبي طموح الشعوب العربية وخاصة الخليجية.

س: ما الذي يلبي طموحهم؟

ج: المزيد من التغيير والتغيير إلى مزيد من المشاركة في مستقبل بلدهم، بغض النظر عن الولاءات وهذه الأمور، بل نتكلم عن المشاركة والوسائل الديمقراطية التي تؤدي لهذه المرحلة موجودة ومعروفة عالميا.

س: هل تعتقد أن هناك حكام خليجيين أو حكومات خليجية تنزعج من الديمقراطية؟

ج: في كل مكان، ليس حكومات عربية أو خليجية، إذ يمكن في داخل البيت أن يكون هناك فرد ينزعج من الديمقراطية ومن موضوع حرية الرأي، ونحن نعيش هذه الأمور يوميا ليس فقط على مستوى الحكومات بل على مستوى الشارع الكويتي والشارع العربي ولكن في النهاية ما هو الأفضل للشعوب والدول هو مزيد من الحريات والديمقراطية لأن عصر الضغط والكبت إنتهى وأغلبية الشعوب العربية هو شعوب شابة والشباب الآن ليس مثل الأول، بل صبره قليل ويريد الإصلاح والقفز خطوان سريعة، ولذلك نقول أنه يجب أن نلبي هذا الطموح ونفكر في عقلية الشباب.

س: ما رأيك في ما حدث في البحرين؟

ج: موقفي واضح في هذا الموضوع، بدأ بمطالبات شعبية وانتهى في تدخلات دول مجاورة ومطالب الشعب أن أويدها 100% في الإصلاح السياسي والوضع الإجتماعي والمساواة والعدل إنما بين الشعوب وحكامها ولكن التدخل من الخارج أنا لا أؤيده ولا اقبل فيه.

س: كيف ترى الصف الثاني من الاسرة المؤهلين لتولي المواقع؟ ومتى يأخذون دورهم؟

ج: الصف الثاني للاسرة أقل من السابق ولكن أتوقع أن الشباب من الاسرة إنصقل أكثر، وهناك ميزات يجب التكلم عنها. الميزة الأولى هيأن الشباب الحالي من اسرة أكثر إندماجا مع المجتمع، ثانيا أكثر إرتباطا مع المجتمع لأنه فتح عنده مجالات كثيرة إجتماعية ورياضية ومجالات سياسية يحتك فيها. شباب الأسرة عارف الآن، كما يرى من هو أكبر سنا، أنه معرض للإنتقاد ومعرض لوقفة عند حده عندما يتمادى في أي تجاوزات وأنه معرض لجهات رقابية عديدة منها الشارع الكويتي والشعب الكويتين فسيكون أكثر قدرة ودقة على تنفيذ ما هو مطلوب منه خوفا أولا من الله وثانيا حفاظا على سمعته وعلى استمراريته في العمل، فجهاز الرقابة مهم وأظن أن يقل العدد كلما يكون هناك قدرة وكفاءة أكثر.

س: سنعود إلى التاريخ البعيد، ما دور حضرتك في المقاومة الكويتية؟

ج: أديت الدور الذي علي بالتعاون مع زملائي والله رحم من استشهد لبلده والله يطول بعمر من هو موجود ولكن نقول حملنا السلاح عندما نادتنا بلدنا ونحن نحمل الآن القلم والكلمة لمصلحة بلدنا في المطالبة بالإصلاح والتغيير ولا أعتقد أن هناك شخصا سلّم روحه لبلده يستطيع أن يقصّر عليها في هذه الفترة.

س: لكن لن تحمل السلاح؟

ج: كلا، حمل السلاح كان بسبب الغزو ونحن الآن نحمل الكلمة ونحمل الفكر ونحمل القلم لمزيد من التغيير وإن شاء الله التغيير آتٍ لا محالة.

س: في عودة لموضوع البحرين، هل عندما أرسلت الكويت قوات إليها هل كنت تعارض هذا الموضوع، أي أن يكون هناك تدخل من أي دولة مجاورة للبحرين؟

ج: المطالبات أنا أؤيدها 100%، وبالعكس أنا من الناس الذين يتكلمون في هذا الموضوع وعندما خرجت المطالبات من مطالبة إلى تدخل من الخارج وقفت عند هذا الموضوع ورفعت يدي وقلت أنني لا أتدخل في دول، بل ما بين شعوب وحكومات، ولا يجب أن ننسى أنني من أول من أيد هذه المطالبات، وأول من أعلن ورفض الهجوم من الحوثيين على السعودية هو أنا، وفي البحرين الأمر عينه كمطالبة، وعندما تعدت الأمور إلى غير المطالبات أصبحت الآن دول ومنظمات دولية وأنا ليس لدي المعلومة الكافية التي أقدر أن أحكم عليها بعد المطالبة، إنما المطالبة أنا 100% أويدها ومن حق الشعب البحريني أن يحصل على حقوقه السياسية والإجتماعية والعدل والمساواة في بلده بالوسائل السلمية، وبغير الوسائل السلمية وبالتدخل الخارجي فهذا خطأ فادح أنا لا أؤيده.

س: ماذا تقصد بالتدخل الخارجي، هل تقصد السعودية أم إيران؟

ج: التدخلات الإقليمية، السعودية، إيران، تركيا. عندما تخرج الأمور عن التفاهم ما بين الشعب وحاكمه ويكون هناك طرف ثالث فإن المطالبات تحيد عن الطريق الصحيح.

س: من متابعة حضرتك السياسي هل ترى أن الحكومة البحرينية والمعارضة ممكن أن يتوصلا لحل قريبا؟

ج: أتمنى الوصول إلى حل يرضي ويعطي للشعب بعض حقوقه ولكن أنا أركز على نقطة أننا لا نريد حقن مهدئة، بل نريد جدولا زمنيا يحدد الحقوق والواجبات للشعب البحريني كما جميع الشعوب العربية الأخرى، ويكون متساويا بالحقوق والواجبات، وإذا كانت الحكومة البحرينية لديها هذه الرغبة ومقتنعة فأنا اول من يقف إلى جانبها ويساندها.

س: كان يقال أن فهد سالم العلي يدعم الثوار في ليبيا، وكان يقال أيضا أنك تدعمهم بتمويل شخصي، فهل هذا الكلام صحيح؟

ج: الدعم كل الدعم لكل المطالبين في الحريات والعدل والمساواة، وعندما أقول الدعم فأنا اقصد الدعم الإنساني ولا أقصد غيره ونا قلت هذا الكلام وجاهرت فيه في الأمم المتحدة في زيارتي الأخيرة في نيويورك وقلت كل الدعم لكل الشعوب المطالبة بالعدل والمساواة والحريات وليس الشعب البحريني فقط وهذا يؤكد لك موضوع مطالبتي بدعم الشعب البحيرين في حقوقه السلمية من خلال الوسائل السلمية وأنا لا أخفي شيئا وأنا بكل ما لدي من كلمة أقولها بلساني ولا أخشى من قول كلمة الحق ولله الحمد تربيت عليها وسأستمر حتى يأخذ الله أمانته.

س: أين يريد أن يرى نفسه الشيخ فهد سالم العلي في الحكومة الكويتية؟ هل تريد أن ترى نفسك رئيسا للوزراء أم وليا للعهد؟

ج: سؤالك أتقبله منك بكل سعة صدر ولكن أنا أتكلم من ضميري ولا أحب أن أرى نفسي في منصب بقدر ما أحب أن أرى الكويت في مكان معين، وإذا كان وصول الكويت لهذا المكان يتطلب أن يكون فهد سالم العلي خارج الحكومة، فأنا مستعد ألا أدخل إليها وإذا كان وصولها لهذا المكان يتطلب أن يشارك الشيخ فهد في الحكومة فأنا بلدي فوق رأسي وأخدمها في كل مجال، والمهم اين تصل الكويت ويجب أن تصل إلى مرحلة يرى الشعب الكويتي أن الدولة تلبي طموحاته.