إذا كانت السلطة تعني التسلط، وإذا كان صاحبها أو ما سمي بــ السلطان أو الحاكم يملك أن يفعل ما يشاء فإن الأمر في قانون الإسلام مختلف جدا بحيث أن الدولة الإسلامية والتي تدين بهذا الدين العظيم، كان لا بد للسلطان فيها أن يتميز بالعدالة والتواضع ومساواة الناس في كثير من أمور عيشهم، وليس أدلّ على ذلك من الآية الكريم التي تقر بأن الشورى هي المبدأ الأساسي من مبادئ الاسلام :
“فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين” 159 سورة عمران.
عند هذه الآية الكريمة يستوقفنا المشرع الكويتي الذي كرّس هذه المفاهيم في الدستور فجعل الدين الإسلامي دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية، وبالتالي فإن جميع التشريعات في هذه الدولة نابعة من الاسلام منسجمة مع تعاليمه وأن الجميع في هذه الدولة وفي مختلف نواحي حياتهم خاضعون لما تمليه عليه شريعة الاسلام من مناهج التعليم وأنماط السلوك وصفات الحكم.
إلا أننا نحن في الكويت بين معنى "/السلطة/" واسلوب "/التسلط/" ضعنا في تحديد المسار الواقعي لحياتنا.. من يفسر لنا.. لا نعلم، لذلك لنبحث عن من يفيد ومن يريد أن يستفيد؟!