وحتى إن حافظت هذه السلطة على أهمية موقع القاضي المرموق في محيطه ومجتمعه في أغلب بلادنا العربية، فيكون ذلك حرصاً منها على تأمين حاجاتها ورغباتها وممارستها لسياسات مليئة بالكيدية وبعيدة عن سيادة العدالة.
ولكن ما هو مستهجن سماعنا المتتالي عبر المنابر السياسية أن استقلال القضاء واجب وضرورة وبناءا عليه نحن نتصرف.. وما هو يثير دهشتنا ايضاً، أن تسمع من المعنيين حماية الجسم القضائي بأن للقاضي قراره وأنه يتصرف باستقلالية عنا.. واذ بنا نحن المواطنون يفعل فينا عبر القضاء ما لا يوصف من خلال تدخلاتهم في قراره.. حيث يصنفون الجرائم حسب رغبتهم ويحددونا موادها ويفسرونها.. وبناءا على هذا نحاسب..
هذه النقطة استعرضها لاسأل : هل مازالوا يصدقون فكرة وجود مواطن عربي واحد وسط هذه المتغيرات يجيد الصمت عن فعلهم... ؟! وهل هم يعلمون ان ردة الفعل لن تقتصر على ما يحدث من شغب جاء نتيجة كسبهم لخبرتهم في ممارستهم الشغب السياسي..
المواطن العربي اكتسب تجاربه من تجاربهم الموصوفة بالشغب السياسي والمتعارف عليها في مجتمعنا "/فساد/"..
اعلم ايها المسؤول أنك ان اتخذت من الفساد سبيلاً لممارستك حياتك السياسية.. فأنك تفسد بذلك جزء من مجتمعاً عاش وتأثر بك وصفق لك.. وهو اليوم في الشارع تواجهه...