الدبلوماسية طريقة للتعاطي بين الأطراف والدول، ترتكز على الحوار أو ما سُمي بـ تدوير الزوايا" بمعنى أن تخفض حدة المواقف تمهيداً لتجنب الحروب والصراعات، من هنا كانت الديبلوماسية تميل إى اللين، وتولي أهمية كبرى للمفاوضات معتمدة أسلوب المناورة دون أن تستفزّ الطرف المحاور بعيداً عن التطرف، أو بالحد الأدنى، اعتماد اسلوب الاستدراج تميهداً لإقناعه بوجهة نظر خصمه.
ونظراً لأهمية الدبلوماسية، فقد شكلت مواقع هامة في الدول، فكرست لها الوزارات وأقميت لها السفارات، واستحدثت لها خطواط الهاتف الحمراء، بحيث يكون الاتصال بين أطراف النزاع مستمر ودون انقطاع، وقد ساهم ذلك في تجنب الكثير من الحروب الباردة.
عرف المسلمون الأوائل هذا الفن من التعاطي بين الدول، فكانوا أول من اسبغ الحصانة على السفراء والديبلوماسيين، واتاحوا لهم حرية الحركة في نطاق عملهم، ولم يتوانوا عن تأمين الحماية لهم في حِلِهم وترحالهم.
ولا يخفى ما للديبلوماسية من أهمية على صعيد تمتين العلاقات بين الدول والشعوب، خاصة في هذه الظروف التي تتداخل فيها المصالح، وتتضارب الآراء,
وللتدليل على أهمية الديبلوماسية نذكر ما حدث في أواخر القرن الماضي، ساعة كانت الإنسانية على شفير الهاوية، خلال ازمة ما سمي بخليج الخنازير في كوبا، فكانت الديبلوماسية البديل المنطقي عن الحرب التي اوشكت أن تقع بين اميركا والاتحاد السوفيتي آنذاك.