يحذر من عدم المبادرة الى التغيير في الكويت

 
2011-03-07 23:16:47

أسف الشيخ فهد سالم العلي الصباح للتصريحات التي صدرت خلال اليومين الماضيين والتي أحبطت الكثير من الناس، ومنهم أنا، بأن تغيير النهج والتعديل ليس في وارد القيام به كمبادرة لافتا الى ان هذا الكلام حز في نفسه وفي نفس كل محب للبلد يطمح دائماً لأن تكون الكويت بعيدة عن الإضطرابات والمشاكل التي يعيشها العالم الذي من حولنا. محذرا من اي يؤدي هذا الإحباط الى ردود أفعال من المحبطين يترجمونها بالوسائل السلمية لديهم في التعبير عن رأيهم ومطالبتهم بالتغيير.

 الشيخ فهد السالم استغرب من التغييرات التي تتم بسرعة في العالم العربي معتبرا ان هذه التغيّرات لم يتوقعها أحد،  وهي مبنية على عنصر شبابي يطالب بالإصلاح ومكافحة الفساد وكذلك يطالب بالعدل والمساواة للشعوب. مؤكداً على أن الشباب هم عماد المستقبل في كل بلد، والكويت ليست بعيدة عن الشعوب العربية الأخرى، فصحيح ان الكويت هي من أوائل الدول التي أرست الديمقراطية في بلدها ولكن حركة التغيير التي يمر فيها العالم العربي الآن، هي حركة غير موجهة لبلدان معينة وليست مدارة من شعوب معينة إنما هي شاملة.

ووذكر انه لطالما طالب بتغيير النهج، "وعندما أطالب بتغيير النهج انما هي رسالة موجهة مني شخصياً خالية من أية مصلحة ومن أية مقاصد غير حبي لبلدي وحبي للمواطنين ورغبتي بأن تستمر الكويت دار أمن وسلام ويعيش أبناؤنا وأحفادنا في نفس المستوى إن لم يكن أفضل في المستقبل، ويحافظون على خيرات هذا البلد وينعمون بها وتبقى الكويت دولة مؤثرة في الشأن العربي والدولي؛ فطلبت تغيير النهج وكررت هذه المطالب وقلت عدة مرات ان المبادرة هي أفضل من ردود الأفعال، فقد بادرت الكويت في عهد المرحوم الشيخ عبدالله السالم إلى إرساء الدستور وباتت من أول الدول التي تشارك الشعب في إدارة بلده من خلال مجلس الأمة الذي يمثله، وطلبت في مبادرة في تغيير النهج لتصبح الكويت أول دولة تبادر في الإصلاح السياسي والإداري والإجتماعي وتستمر كدولة مبادرة على مستوى المحيط العربي على الأقل"، لافتاً إلى ان "مطالبته بذلك أتت قبل الثورات في تونس ومصر بكثير، ولم تكن رد فعل على ما حصل في تونس"، مشيراً إلى اننا "نمر الآن في مرحلة جديدة تفاءل فيها الشباب الكويتي وإلتزم إلتزاماً تاماً، رغبة منه بعدم المساس بسمعة الكويت والحفاظ على إسمها عالياً، وفرح الجميع وشارك في إحتفالات الكويت الماضية ". مضيفا: "بعد إنتهاء هذه الإحتفالات وتفاؤل الجميع بتغيير النهج والأسلوب، نستطيع ان نعمل جميعاً في نهج جديد يعيد للكويت ترابط النسيج الإجتماعي ومحبته كما كنا نعيش في السنوات الماضية"، مبديا أسفه "للتصريحات التي صدرت خلال اليومين الماضيين والتي أحبطت الكثير من الناس، ومنهم أنا، بأن تغيير النهج والتعديل ليس في وارد القيام به كمبادرة، فطبعاً هذا الكلام تحز في نفسي وفي نفس كل محب للبلد الذي يطمح دائماً لأن تكون الكويت بعيدة عن الإضطرابات والمشاكل التي يعيشها العالم الذي من حولنا"، لافتاً إلى ان "هذا الإحباط الذي حصل في عدم المبادرة في التعديل سيؤدي إلى ردود أفعال من المحبطين والذين سيقومون بها من خلال جميع الوسائل السلمية لديهم في التعبير عن رأيهم ومطالبتهم بالتغيير".

وفي السياق ذاته، طلب من الجميع ان "يضع مصلحة الكويت بين أعينه، فأولاً حرية الرأي مكفولة ليس بالقانون والدستور فقط إنما باتت الحرية وإبداء الرأي مكفولان دولياً والكويت جزء من هذا العالم، وثانياً ا قمع الحرية أو إبداء الرأي كذلك مرفوض دولياً قبل ان يُرفض محلياً، كما ان نبذ العنف مرفوض دولياً قبل ان يكون مرفوضاً محلياً"، مشيراً إلى "وجوب ترسيخ الحوار والمطالبة به كقاعدة أساسية في المرحلة القادمة، وهو الحوار المتبادل الذي يشمل جميع شرائح المجتمع الكويتي كما يجب التركيز على قاعدة الشباب التي هي أساس التحرك الشعبي في العالم العربي، ويجب ان نستمع لنبض الشارع ورأي الشباب وان نحاور الشباب لنصل ونرسخ خطوات واضحة فيما يتعلق في مستقبل الكويت ولعدم فتح المجال لأي من دس بالدخول إلى ما بين أهل البيت الواحد".

وتوجه بالشكر الى الله لأننا "نعيش في الكويت في وضع مختلف عن وضع الدول الأخرى"، داعياً إلى "المزيد من الإصلاحات ومكافحة الفساد وترسيخ العدل والمساواة بين الشعب بكل شفافية"، قائلاً: "هذه الرسالة ستصل إلى أصحاب القرار وسنرى المبادرات السريعة لحفظ إستقرار وأمن الكويت".