بعض وسائل الإعلام اتخذت من مكانتها منبراً لإثارة الفتن

 
2013-09-12 20:54:34

لأن الإعلام يمكن أن يكون سلاحاً خطيراً تستعمله القوى المهيمنة من أجل بث الفتنة والصراعات بين أبناء المجتمعات النامية، تطرّق الشيخ فهد سالم العلي الصباح إلى هذا الموضوع مبيناً للرأي العام حقيقة استغلال الإعلام من قبل أطراف معينة لخدمة أهدافها وطارحاً تصوره لمواجهة هذه المشكلة.

الشيخ فهد لفت عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى أن المجتمعات البشرية في سياق تقدمها شهدت تطوراً لا مثيل له في وسائل الإتصال وخاصة في نهاية القرن العشرين حيث صار الإعلام جزءاً أساسياً في حياة الإنسان بغض النظر عن البيئة التي يعيش فيها أو المجتمع الذي ينتمي إليه.

وقال الشيخ فهد ان اللعنة بدأت عندما حلّت التكنولوجيا وجعلت من العالم قرية صغيرة، سيطرت خلالها المراكز الصناعية والتجمعات المالية على المنابر الإعلامية ووسائل الإتصال مما أتاح لها تشكيل الرأي العام عن طريق ضخ الدعاية بشكل فعال ومن ثم الترويج لمعتقدات سياسية وغير سياسية، لتبدأ في تأليب الطوائف مستغلة مساحات من الجهل المتفشي في مناطق محددة وذلك من أجل صرف انتباه الشعوب عن مصالحها الحقيقية وحاجتها إلى التطور والسلام.

والبراغماتية أو ما يسمى بالنفعية المباشرة اعتبرها هي من تتحكم بالأمور موضحاً أن المنفعة تكون عادة للقوى الصناعية وللمجتمعات التي تتمتع بطاقة اقتصادية قوية تمكنها من الهيمنة على الأسواق العالمية إزاء تراجع الإيديولوجيا والأحزاب السياسية المرتبطة بالأفكار وعالم الأخلاق.

الشيخ فهد سالم العلي قال ان بعض وسائل الإعلام التي وجدت طريقها إلى كل منزل اتخذت من هذه المكانة مناسبة إشاعة الدعايات المغرضة فعملوا على مخاطبة العقل الجماعي في المجتمعات النامية ومن ثم تمّت إثارة الغرائز فانتشرت الفتن والقلاقل بين أبناء البلد الواحد.

واستهجن فهد السالم ما تقوم به وسائل الإعلام المغرضة التي تبتعد أحياناً عن الموضوعية وتلجأ إلى الإشاعات سواء كانت المناطقية أو العنصرية، واعتبر أن أخطرها يبقى الطائفية لأن الحروب والفتن المرتكزة على الفكر الديني أو النزوع الطائفي تكون أكثر وحشية، بحسب الشيخ فهد دائماً، والأخطر من هذا أن اللذين يقفون وراء حملات التحريض يتذرعون بحجة ممارسة حقهم في الديمقراطية وحرية الرأي، وهكذا تتحول الديمقراطية إلى حصان طروادة يتستر وراءها أصحاب المصالح في رؤية الشعوب تتناحر فيما بينها وهم مطمئنون إلى تأمين مصالحهم الذاتية.

المشكلة الأساسية بحسب الشيخ فهد هي "ان الاعلام الرسمي العربي مرتكز على نقل الأخبار المتعلقة بسياسة حكومتها، الأمر الذي أدى إلى ضياع المواطن العربي وسط إعلام تشوبه التشوهات بات يتبنى الأخبار الصادرة عنه بعشوائية من دون فهم أو إدراك يسمح له بتقييم ما يصله من معلومات وتحليلها لاختيار ما هو صحيح والإبتعاد عن كلّ ما هو زائف".

وشدد الشيخ فهد على ضرورة أن تنتبه الشعوب العربية والمسلمة وحكوماتها إلى ما يحاك ضدها من مخططات تخريبية عبر زرع الفتن وإثارة النعرات الطائفية والعنصرية، داعياً الأمة العربية إلى التنبه إلى مصيرها عبر استحداث إعلام موضوعي لا همّ له إلا نقل الحقيقة وتقريب وجهات النظر بين المختلفين وإيجاد الأرضية المرتكزة إلى الوعي بعيداً عن أجواء التعصب والجهل وفي ظلّ فهم حقيقي للديمقراطية والإعتراف بحق الآخر في الحرية والكرامة.

الشيخ فهد يعتبر أن الوصول إلى هذا الوضع السليم يتطلب تحرير العقل من الخرافة وتخليص النفس من الأنانية كمقدمة لمحاربة الفساد الإجتماعي والإداري لاعتباره وراء كلّ الشرور.

ويعتبر الشيخ فهد سالم العلي الصباح من أشد المدافعين عن الحريات وبالتحديد حرية التعبير والحوار بين الحضارات.